وقعت إيران ونظام الأسد، اتفاقية شاملة للتعاون العسكري، يوم الأربعاء، وصرح رئيس أركان الجيش الايراني "محمد باقري"، أن "بلاده ستقوم بتقوية أنظمة الدفاع الجوية السورية في إطار توطيد العلاقات العسكرية بين النظامين".
وفي السياق، اعتبرت وسائل إعلام إسرائيليّة، اتفاقيّة التعاون العسكري التي وقعت بين إيران وسوريا في دمشق، بمثابة "إعلان نوايا ورسالة مزدوجة لإسرائيل".
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيليّة بحسب موقع إيران إنسايدر، إلى أنّ الأمر المهم هو التصريح الذي أطلقه رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري مباشرة بعد التوقيع على الاتفاق، حيث قال إنّ بلاده تنوي مساعدة الجيش السوري وتطوير منظومات الدفاع الجويّ الخاصة به.
وقال محلل الشؤون العبريّة في قناة "كان" روعي قيس، "ربما إيران تريد إرسال رسالة مزدوجة لإسرائيل عبر هذا الاتفاق".
الرسالة الأولى وفق قيس، هي أنّه "أولاً وقبل كل شيء نحن باقون في سوريا ومهما كانت هجماتكم لن تغيّر من ذلك"، أمّا الرسالة الثانية فهي أن "إيران ووكلائها قادرون على ضرب إسرائيل من الأراضي السوريّة".
موقف الروس من الاتفاق
في هذا الصدد، قال الأستاذ تركي مصطفى لبلدي نيوز، إن الاتفاقية العسكرية الأخيرة بين الإيرانيين وحليفهم الأسد يوم الأربعاء الماضي، تأتي في سياق استمرار دعم إيران للنظام، في خطوة تنافسية للدور الروسي وتأكيدها على نفوذها في سوريا على كافة المستويات، وتحمل في طياتها تمسكها بالأسد بخلاف التحركات الروسية السياسية الأخيرة لاستشفاف مدى قدرتها على إحداث تحولات سياسية في بنية النظام،
رسالة لأمريكا
وأضاف مصطفى "تعتبر زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري لدمشق، وبيان الاتفاقية المشترك مع العماد علي أيوب وزير حرب الأسد، رسالة للإدارة الأميركية التي عرضت على الأسد تعديل قانون العقوبات "قيصر" في حال التزامه بمطالبها وعلى رأسها إخراج إيران من سوريا، مما يعني انحياز نظام الأسد كليا إلى جانب طهران سياسيًّا، وعسكريًّا، وأمنيًّا، واقتصاديًّا، وغير ذلك.
المماطلة الإيرانية
وأردف الباحث السوري، "تنتهج إيران مع الأسد استراتيجية المماطلة؛ لما من شأنه خلق فرص جديدة قد تفرضها تحولات داخلية أو إقليمية أو دولية".
إلى جانب ذلك أكد باقري، أن بلاده بصدد "تعزيز منظومة الدفاع الجوي التابع لنظام الأسد في إطار تمتين التعاون العسكري بين البلدين"، وأضاف "الاتفاقية المبرمة تؤكد إرادتنا للتعاون المشترك في مواجهة الضغوط الأميركية".
وحول إمكانية إيران من دعم دفاعات النظام الجوية لمنع استهداف قواتها في سوريا، أشار مصطفى، إلى ن القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا تتعرض إلى قصف جوي إسرائيلي لم يتوقف، حيث فشلت منظومة الدفاع الجوي الإيرانية وتلك التابعة للأسد في التصدي للطيران الإسرائيلي، نتيجة ضعف الدفاعات الجوية، وفقدان أبرز القادة الميدانيين.
توقيت حساس
من جهتها، علقت صحيفة "العربي الجديد" على الاتفاقية بين نظام الأسد وإيران بالقول، إنها تأتي في توقيت حساس، وعلى وقع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن في جميع الملفات الساخنة بين الطرفين، ولاسيما في الملفين النووي والدور الإقليمي لإيران، لذلك أوفدت طهران رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري إلى دمشق.
وأضافت الصحيفة، "تحمل الزيارة دلالات متعددة، منها مواصلة دعم طهران للحليف السوري، والتأكيد على النفوذ الإيراني في سورية، في خطوة من جهة، ليست بعيدة عن منافسة الدور الروسي، تحديدا بعد أنباء عن حراك روسي لرسم ترتيبات سياسية جديدة، ومن جهة ثانية تمثل رسالة تحد للإدارة الأميركية لكون الزيارة تأتي بعيد دخول قانون "قيصر" ضد النظام السوري وحلفائه حيز التنفيذ".
الإعلام الإيراني
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الوثيقة تعزز التعاون والتنسيق بين الطرفين في المجالات العسكرية والأمنية، مشيرة إلى أن باقري وأيوب ناقشا في لقائهما تطورات الأوضاع على الأراضي السورية، وأكدا على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من هذه الأراضي.
رسائل لتركيا
ووجه باقري انتقادات للدور التركي في سوريا، متهما أنقرة بـ"التأخر قليلا في تنفيذ تعهداتها في إطار تفاهمات أستانة لطرد الجماعات الإرهابية في سوريا"، بحسب قوله.
ودعا الحكومة التركية إلى "حل مشكلاتها الأمنية" عبر التفاهم مع النظام السوري، و"ليس من خلال التواجد العسكري في الأراضي السورية".
الأسد يثني على الاتفاق
وذكرت صفحة "رئاسة الجمهورية" أن رأس النظام بشار الأسد، أعرب أمس الخميس خلال اللقاء مع باقري عن ارتياحه لنتائج اجتماعات الجانبين وتوقيع اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين البلدين والتي تجسد مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بينهما"، حسب وصفها.
تجاوز "قانون قيصر"
الجدير بالذكر، أن قانون العقوبات "قيصر" يشمل أي بلد يتعاون مع النظام السوري بجميع المجالات، وتشمل العقوبات "الأشخاص والحكومات وكل من يقدم دعماً أو يشاركون في صفقات مع النظام السوري".
يذكر أن إيران تدعم النظام السوري بالسلاح والمال والمقاتلين منذ اندلاع الثورة ضده عام 2011، كما تدعمه بمجموعة من المليشيات المحلية والعربية والأجنبية.
وكان النظام وقع مع إيران في وقت سابق العديد من العقود المتعلقة بالاستثمار وإعادة الإعمار وغيرها من المجالات.
إيران إنسايدر – بلدي نيوز