"عملية بغداد".. هل تكون أول ضربة ضد نفوذ إيـران في العراق؟

ألقت قوات مكافحة الإرهاب العراقية القبض على 14 عضوا في ميليشيا قوية بعد عملية سينظر إليها على أنها اختبار مبكّر لقدرة رئيس الوزراء الجديد على مواجهة المسلحين الذين تدعمهم طهران.  

وقال مسؤولون عراقيون، إن الجماعة التي تم استهدافها كانت تخطط لتنفيذ هجمات على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

وتعتبر الاعتقالات هي طلقة في جبين الميليشيات المرتبطة بطهران، والتي أضعفت الدولة العراقية وتتهمها واشنطن بالوقوف وراء قتل مواطنين أميركيين.

وتعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بواشنطن وعلاقات جيدة مع إيران، بكبح جماح الجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة.

وينتمي المعتقلون إلى كتائب "حزب الله"، وهي واحدة من أقوى القوات شبه العسكرية الشيعية، التي واجهت اتهامات بإقحام بغداد في المواجهة الخطيرة بين الولايات المتحدة وإيران.

موقف حازم

ويرى ريناد منصور، مدير مبادرة العراق التابعة لمؤسسة "تشاتهام هاوس"، إن رئيس الوزراء تبنى موقفا "حازما للغاية" في الأيام الأخيرة، ومن المرجح أن تحركاته تحظى بدعم العراقيين، الذين شارك الكثير منهم في الاحتجاجات ضد الميليشيات العام الماضي.

وقال منصور، بحسب ما ترجمت "جريدة القبس" عن صحيفة "فايننشال تايمز"، "العراقيون يريدون أن يحدث هذا، لقد سئموا من هذه الجماعات، والأعمال الاجرامية التي ارتبطت بها. يوجد في العراق عدد كبير من القوات شبه العسكرية الشيعية، الذين حصلوا على اعتراف رسمي لمشاركتهم في القتال ضد تنظيم داعش، لكن شوه صورتهم السلوك الإجرامي لبعض الفصائل، التي لم تنجح محاولات الحكومة لإقناعهم بالانخراط في الجيش النظامي".

وبدأت العملية على "كتائب حزب الله" بعد أن تلقت قوات الأمن العراقية معلومات استخبارية تفيد بأن المجموعة كانت تخطط لاستهداف المنطقة الخضراء في بغداد.

وقال المحلل الأمني في معهد واشنطن للأبحاث مايكل نايتس: "لقد تم القبض عليهم متلبسين، ولم يحدث من قبل أن تم اعتقال أعضاء في هذه المجموعة، إنه تطوّر كبير حقا". وأثارت الاعتقالات، ردة فعل من كتائب حزب الله التي يتلقى بعض مقاتليها رواتب من الحكومة، واتهمت الكاظمي "بتقديم دليل جديد للغدر إلى أسياده الأمريكيين".

 خلاف استراتيجي

لقد شهدت الأسابيع الأخيرة، موجة من الهجمات الصاروخية الصغيرة على المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم مبان حكومية وسفارات، ولطالما طالبت المجموعات المدعومة من إيران، القوات الأمريكية تحالفا مناهضا لتنظيم داعش بالانسحاب من العراق.

وتتهم واشنطن متشددين من جماعة كتائب حزب الله بإطلاق سلسلة من الصواريخ على منشآت عراقية تستضيف أفرادا أمريكيين أسفرت عن مقتل ثلاثة أمريكيين وجندي بريطاني في ديسمبر من العام الماضي.

إيران، التي تخوض مواجهة مع الولايات المتحدة، لها تأثير عميق في العراق من خلال الميليشيات التي دربتها ودعمتها، فضلا عن النفوذ السياسي الهائل.

لكن نايتس يحذر من اعتبار الاعتقالات أنها تحدٍ للنفوذ الإيراني في العراق، وأشار الى أن "هذا رئيس وزراء عراقي يتعامل مع فصيل عراقي"، مضيفا أن كتائب حزب الله وحلفائه الإيرانيين لديهم على ما يبدو "خلاف على الاستراتيجية" أدت إلى انقسامات بين قادتهم.

واعتبر نايتس أن الاعتقالات هي أحدث انتكاسة لكتائب حزب الله، فقد اغتال الأمريكيون زعيم الجماعة السابق أبو مهدي المهندس في بغداد في بداية العام في غارة بطائرة من دون طيار (درون)، إلى جانب الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 28 يونيو - 2020