بعد عملية بغداد.. ضغوط على حكومة الكاظمي يمارسها سياسيون وقادة ميليشيات إيران

كشفت مصادر حكومية عراقية، إن زعماء سياسيين بارزين وقادة ميليشيات مقربين من إيران، يمارسون ضغوطا على الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، من أجل إطلاق سراح مجموعة ميليشيا "كتائب حزب الله" الذين قبض عليهم خلال مداهمة لجهاز مكافحة الإرهاب ليلة الخميس/الجمعة، في مقر عسكري في بغداد.  

وأضافت المصادر، أن رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، لعب دور الوسيط بين الحكومة والميليشيات من أجل تخفيف التوتر الذي وصل إلى ذروته بعد اعتقال المجموعة، منوها أن المالكي لم يتمكن من إقناع الكاظمي بإطلاق سراح العناصر المقبوض عليهم.

وأشار إلى أن بعض المليشيات المقربة من إيران، أرسلت تهديدات على لسان سياسيين للمسؤولين الحكوميين والقادة الأمنيين بالقيام بـ"رد عنيف غير محسوب" إذا لم يتم الإفراج عمن وصفوهم بـ"مجاهدي كتائب حزب الله"، بحسب ما نقل موقع "العربي الجديد".

ولفت المسؤول الحكومي إلى استقدام السلطات العراقية قوات إضافية لتقديم الإسناد للقوات الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء تحسبا لحدوث أي طارئ، متوقعا أن الساعات المقبلة "ستكون حبلى بالمفاجآت في ظل إصرار الحكومة على تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة، مقابل تهديدات أطلقتها جماعات مسلحة مدعومة من طهران.

السلطات توضح

وكانت أصدرت السلطات العراقية، يوم الجمعة، بيانا أكدت فيه اعتقال 14 عنصرا من عناصرها بناء على مذكرات قضائية لتورطهم بعمليات قصف المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي، محذرة، في الوقت نفسه، من أنها ستواجه أي تصرفات مخالفة للقانون، في إشارة إلى التهديدات التي أطلقتها مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران للحكومة، وتحديد مهلة لإطلاق سراح المعتقلين.

وقال بيان لقيادة العمليات العراقية المشتركة، وهي أعلى تشكيل أمني عسكري في البلاد، وتضم كلا من وزارات الدفاع والداخلية وأجهزة المخابرات ومكافحة الإرهاب والأمن الوطني، ويشرف عليها دستوريا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "لقد انشغل شعبُنا العراقي الأبيّ والعالم بإطلاق النيران غير المباشرة على مقرات الدولة والمعسكرات العسكرية العراقية والسفارات الأجنبية المحمية من قبل الدولة للسنوات الماضية، ولأهمية الموضوع وانعكاساته السلبية على الأمن الوطني العراقي، بات موضوعاً متابعاً من أعلى المستويات، وبهدف إحاطة الشعب العراقي والرأي العام بالحقيقة في ما يتعلق بهذا الموضوع والتطورات الحاصلة بشأنه الليلة الماضية".

وأضاف البيان "نبين أنه توفرت معلومات استخبارية دقيقة عن الأشخاص الذين سبق وأن استهدفوا المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي بالنيران غير المباشرة عدة مرات، ورصدت الأجهزة المعنية نوايا جديدة لتنفيذ عمليات إطلاق نار على أهداف حكومية داخل المنطقة الخضراء، وجرى تحديد أماكن وجود المجموعة المنفذة لإطلاق النيران استخبارياً، وأعدّت مذكرة إلقاء قبض أصولية بحقهم مِن القضاء العراقي وفق قانون مكافحة الإرهاب".

وأكد البيان أنه "تم تكليف جهاز مكافحة الإرهاب بتنفيذ مهمة إلقاء القبض والحيلولة دون تنفيذ العمل الإرهابي ضد مواقع الدولة، ونفذ الجهاز المهمة بمهنية عالية، ملقياً القبض على 14 متهما، مع المبرزات الجرمية المتمثلة بقاعدتين لإطلاق الصواريخ"، موضحا أنه تم إيداع المتهمين لدى الجهات المختصة.

وأشار البيان إلى أنه "بعد العملية تحركت جهات مسلحة نحو مقرات حكومية من داخل المنطقة الخضراء وخارجها، تقربت مِن أحد مقرات جهاز مكافحة الإرهاب داخل المنطقة الخضراء، واحتكت به"، معتبراً أن "هذه الجهات لا تريد أن تكون جزءاً مِن الدولة وتسعى إلى البقاء خارج سلطة القائد العام للقوات المسلحة الدستورية والقانونية"، محذراً من خطورة هذا التصرف وأنه "لا يمكن السماح به تحت أي ذريعة كانت".

وفي رد على اعتقال العناصر، حذر المتحدث باسم مليشيا "النجباء" نصر الشمري الحكومة من أي محاولة لاستهداف الجماعات المسلحة، مضيفاً، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنّ "الحشد الشعبي قوافل شهداء وأنهار دماء امتزجت مع إخوتهم في الأجهزة الأمنية كلها".

وقال "نحذر من أية محاولة لاستهدافهم، ولجرّ الأطراف إلى فتنة داخلية في هذه الأيام العصيبة وهذا الوضع الوبائي، وستكون حتماً محاولة فاشلة وغير محسوبة النتائج، وقد تجر على من أمر بها ما لم يكن بحسبانه أبدا".

المصدر: العربي الجديد

مقالات متعلقة

السبت, 27 يونيو - 2020