"الطائـفيـة" سلاح "حـزب الله" لحرف حراك اللبنانيين

شددت الرئاسة والحكومة والقيادات السياسية والدينية في لبنان، على رفض التعرض للرموز الدينية، وذلك بعد تعرض عناصر ميليشيا "حـزب الله" بالشتائم للسيدة عائشة، خلال محاولتهم فض المظاهرات المطالبة بنزع سلاح الحزب في العاصمة اللبنانية بيروت.  

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، مضيفا أن قوة بلاده في وحدتها الوطنية.

وطالب عون -في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية- المسؤولين السياسيين والروحيين بالقيام بما يتوجب عليهم من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بالمقدسات الدينية.

وأضاف أنه ينبغي وضع الخلافات السياسية جانبا، والمسارعة إلى العمل من أجل استنهاض لبنان من عمق الأزمات المتتالية.

بدوره، قال رئيس الوزراء حسان دياب في بيان، إن حكومته تدين وتستنكر بأشد العبارات كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي، ولا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة.

وأهاب دياب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية التحلي بالوعي.

بدورها، حذرت دار الفتوى في بيان من شتم أم المؤمنين السيدة عائشة، مؤكدة أنها صدرت من جهلة موتورين.

ودون أن يتطرق إلى اتهامات طالت أنصاره بسب السيدة عائشة، قالت ميليشيا "حزب الله" في بيان، إن ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر، مشددا على حرمة ذلك.

ودعا القضاء اللبناني إلى تجريم من يتطاول ويسب أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم.

دولة داخل دولة

وتعد ميليشيا حزب الله الموالية لإيران هي المشكلة الأكبر التي تواجه الدولة اللبنانية بجوار الأزمة الاقتصادية، بعدما تحول الحزب من أداة لفرض سياسات طهران على القوى السياسية اللبنانية، لعدو الشعب ترفع سلاح ميليشياتها في وجه من يعترض على تدخلات النظام الإيراني في الشؤون اللبنانية.

 وخلال الساعات الماضية عادت الاحتجاجات الواسعة للشوارع اللبنانية رافعة هذه المرة، مطلب نزع سلاح حزب الله، بعدما اكتشف المتظاهرون أن الأزمة تكمن في سلاح الميلشيات الذي يرهب أي صوت يعارضه، دون الخضوع لقوانين أو معايير.

ووفقا لمراقبين، بات اللبنانيون يدركون أن الميليشيا الموالية لإيران دولة داخل الدولة، وهي من أبرز الأسباب التي فاقمت أزمة البلاد.

وتسبب دعم الميليشيات لأطراف خارجية في التأثير على الاقتصاد اللبناني، بعدما زج بالبلاد في أتون أزمات سياسية، أفقدته مؤازرة المؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي لانتشاله من أزمته.

المليشيا ترد بالاعتداءات

وعقب خروج مظاهرات حاشدة في البلاد يوم أمس السبت لرفض وجود قوات تحمل السلاح غير الجيش والمؤسسة الأمنية، وعدم خضوع تلك الميليشيات للحكومة اللبنانية،  خرجت جحافل مناصري ميليشيات حزب الله لردع المتظاهرين عبر الاعتداء العشوائي عليهم، متخذين من الشعارات الطائفية مدخلا لتحويل الأزمة، واشعال أزمات جديدة في البلاد.

وعلى إثر توتر الوضع في بيروت وعدد من المدن اللبنانية، حاول بعض رجال الدين التدخل لإنهاء الأزمة، وسجلت اتصالات سياسية على أعلى المستويات إلى أن هدأ الوضع على الأرض.

ومنذ الإعلان عن مظاهرات، ضد سلاح حزب الله، بدأت موجة من الحملات الإعلامية تستهدف المتظاهرين وتحرض ضدهم، لاسيما منصات  حزب الله.

وتجمع المتظاهرون اللبنانيون، أمس السبت، وسط العاصمة بيروت، للاحتجاج ضد سلاح حزب الله ومحاولته بسط النفوذ على الدولة اللبنانية بالقوة، وفساد الطبقة الحاكمة، بحسب محتجين.

 ووقعت موجهات عنيفة بين محتجين لبنانيين من جهة، وعناصر من أنصار ميليشيا حزب الله وحركة أمل من جهة أخرى، بعد أن أقدمت هذه العناصر بمهاجمة المحتجين في ساحة الشهداء وسط بيروت، مما أدى إلى تدخل قوات الجيش اللبناني.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 انتفاضة شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة في 29 من الشهر نفسه.

وفي 29 أبريل/نيسان الماضي صدقت حكومة حسان دياب بالإجماع على خطة إنقاذ اقتصادي تستمر 5 سنوات، لانتشال الاقتصاد من مستويات تراجع حادة أفضت إلى العجز عن دفع ديون خارجية.

ريتا مارالله – إيران إنسايدر

 

مقالات متعلقة

الأحد, 7 يونيو - 2020