قال وزير الدفاع الأميركي الجديد، مارك إسبر، يوم الأربعاء، إن المبادرة الأوروبية لضمان أمن الملاحة البحرية في الخليج العربي "مكمّلة" لمبادرة الولايات المتحدة لمنع "استفزازات" إيران، بالتزامن مع إعلانه عن زيارة مرتقبة للخليج الأسبوع المقبل لبحث الوضع الميداني عن قرب.
وأعلن أسبر عن إجراءات عدة تبحثها الإدارة الأمريكية الآن، بما فيها مؤازرة سفن حربية أمريكية سفنا تجارية، غير أنه رفض الإفصاح عمّا إذا كان البنتاغون سيلجأ إلى القوة العسكرية لحماية السفن الأمريكية، حسب المصدر ذاته.
وتعليقًا على المبادرات الأوروبية لضمان الأمن البحري في الخليج، قال أسبر: "ما يقوم به الأوروبيون من إجراءات عسكرية وقائية أحادية في الخليج، هو مكمل لما بدأته الولايات المتحدة وإن كان خارج إطار قيادة واحدة".
وتسعى الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف دولي يهدف إلى مواكبة السفن التجارية في الخليج، لكن لا يبدو أنّ المشروع يجتذب دولا كثيرة، إذ إن عددا من حلفاء واشنطن يبدون حريصين على عدم الانجرار نحو صراع مفتوح في المنطقة.
بدورهم، يريد الأوروبيون حماية الملاحة البحرية في الخليج، لكن من دون المشاركة في سياسة "الضغوط القصوى" على إيران التي يتبعها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خصوصا أنّهم يسعون للحفاظ على الاتفاق الموقع معها في فيينا عام 2015.
وأجاب وزير الدفاع الأمريكي عن سؤال حول "مهمة متابعة ومراقبة أمن الملاحة البحرية في الخليج" التي تعمل باريس ولندن وبرلين بخصوصها في أعقاب احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، بالقول " إن "كل هذا يكمّل بعضه".
وأضاف "سيكون هناك تنسيق بيننا جميعا، وستمثّل (سنتكوم) سلطة التنسيق"، في إشارة إلى القيادة الوسطى الأميركية التي تشرف على القوات الأميركية في الخليج.
وأشار إسبر خلال لقائه الأول مع الصحافة منذ أدائه اليمين الدستورية مساء الثلاثاء في البيت الأبيض كوزير للدفاع، إلى أنّه لا فرق "سواء كان ذلك ضمن مجموعة كبيرة أو ضمن مجموعات فرعية، طالما أن الأمور تكميلية".
زيارة الخليج
وفي السياق، كشف وزير الدفاع الأمريكي، أنه سيزور منطقة الخليج والشرق الأوسط الأسبوع المقبل، لبحث الوضع الميداني هناك عن قرب.
وقال أسبر إنه سيستمع أيضا خلال زيارته المرتقبة "للقادة العسكريين وعما يمكن فعله في المستقبل" بعد تصاعد التوترات مع إيران.
وأضاف أنّ الإيرانيين "يصعّدون في تحرشاتهم"، وأن الهدف الأساس الآن هو "الحفاظ على حرية الملاحة البحرية في الخليج وعبر مضيق هرمز وخليج عمان".
من هو إسبر؟
أدى وزير الدفاع الأمريكي الجديد، مارك إسبر القسم في البيت الأبيض، بعد موافقة مجلس الشيوخ بغالبية تسعين صوتا مقابل ثمانية أصوات على تعيينه.
مارك إسبر خريج كلية ويست بوينت العسكرية على غرار وزير الخارجية الأمريكية مارك بومبيو سنة 1986، وشارك سنة 1990 في حرب الخليج.
وسبق لوزير الدفاع الجديد، أن عمل باحثا في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي ومديرا للسياسات في لجنة القوات المسلحة بالكونغرس، كما عمل سنة 2008 نائبا مساعدا لوزير الدفاع الأمريكي.
وتعود حيثيات تعيين إسبر في منصبه الجديد إلى سنة 2006، عندما تم تعيينه كنائب للرئيس التنفيذي لشؤون الدفاع في جمعية صناعة الطيران والفضاء، والتي تعتبر من بين مجموعات الضغط في عالم صناعة الأسلحة. واستمر إسبر في عمله إلى حين تعيينه بشركة رايثون، أحد كبار المتعاقدين في مجال الأسلحة.
وتعتبر شركة رايثون من بين الشركات التي تبرعت بمبلغ 3.1 مليون دولار للمرشحين في انتخابات 2016. كما سبق للرئيس التنفيذي لرايثون توم كينيدي سنة 2017 أن اعتبر أن إدارة ترامب فتحت أمامهم العديد من الأبواب.
إن قرب اسبر من دوائر القرار العسكري في واشنطن وعمله داخل مجموعات الضغط، جعل منه المرشح الأقوى لاستلام مهام وزير الدفاع خلفا لجيمس ماتيس، فإسبر يعد حليفا للجمهوريين، وأحد الداعمين لهم ولسياساتهم العسكرية من خلال مجموعات الضغط والمناصب التي تقلدها.
وقد سبق لمجلة THE HILL أن نشرت سنة 2015 لائحة لأبرز اللوبيات في مختلف الميادين بالولايات المتحدة الأمريكية، وجاء اسم مارك إسبر كواحد من المؤثرين في عالم صناعة الأسلحة والدفاع من خلال شبكة علاقاته ونشاطه المستمر في عدد من المجالات وخصوصا مشاريع قوانين سياسة الدفاع بما في ذلك سياسة الاستحواذ وأنظمة الصواريخ.
وأثار تعيين إسبر وزيرا للدفاع، حفيظة بعض الديمقراطيين، بسبب نشاطاته في عالم صناعة الأسلحة، في حين لقي ترحيبا وتأييدا من لدن كبار الجمهوريين في الكونغرس، الذي يرون فيه الرجل القادر على قيادة دفة الدفاع وحماية مصالح واشنطن.
المصدر: إيران إنسايدر + وكالات