إيران.. الغلاء يفتك بالشعب والنظام يفرض الضرائب لتمويل ميليشياته

قالت وسائل إعلام إيرانية، إن أسعار المواد الغذائية الأساسية في إيران، ارتفعت بشكل جنوني في شهر أيار من العام الجاري عما كانت عليه في ذات الشهر من العام الماضي. 

وتجاوزت نسبة الارتفاع في بعض السلع 500%، رغم أن غالبية هذه المواد لا يتم استيرادها من الخارج ولا علاقة لها بالعقوبات الأمريكية المفروضة على النظام الإيراني.

وارتفع سعر البصل من أيار العام الماضي إلى أيار هذا العام بنسبة 511%، وارتفع سعر الزيت بنسبة 93%، والطماطم بنسبة 189%، والحليب بنسبة 72%، واللحوم بنسبة 43%، والسكر بنسبة 83%، والبيض بنسبة 33%.

وقالت مصادر إن سبب الارتفاع الجنوني في الأسعار هو فرض ضرائب على السلع والمواد الغذائية من قبل النظام بهدف تمويل أذرعه العسكرية في الدول العربية، وخاصة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، والميليشيات في سوريا.

غلاء وبطالة

وقالت صحيفة رسمية، إن الشعب الإيراني يمر بمرحلة يأس واستياء تجاه النظام، محذرة من مغبات هذا الوضع في حال بقيت الأمور الاقتصادية على حالها.

وكتبت صحيفة "همدلي" في عددها الصادر يوم الخميس 4 تموز الجاري، أن الشعب الإيراني يمر بظروف صعبة، مشيرة إلى أن الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد آخر، الأمر الذي أدى إلى خلق نوع من عدم الثقة في مختلف طبقات الشعب الإيراني، وسيطرة اليأس وخيبة الامل عليهم.

وحذرت الصحيفة النظام الإيراني، من عواقب وخيمة للغاية ومكلفة، وقالت "لقد عانى الناس من أنواع مختلفة من الغلاء والبطالة وغيرها من المشكلات في هذا العام".

وأضافت "عندما يظل الناس عاجزين عن تأمين أبسط احتياجاتهم الأساسية، فإنه لا يمكن اعتبار أن العقوبات الغربية أو غيرها من القضايا سببًا لذلك".

ويعيش نصف السكان في إيران تحت خط الفقر، باعتراف النائب رسول خضري عضو اللجنة الاجتماعية في البرلمان الإيراني، الذي قال إن حوالي 40 مليون شخص في إيران دون خط الفقر.

ورغم أن إيران كانت تعد قبل تصفير صادراتها من النفط بسبب العقوبات الأمريكية، ثاني أكبر مصدر للغاز بعد روسيا، كما تعد من أهم منتجي النفط في أوبك، إلا أن الحديث عن شمول خط الفقر نسبة كبيرة من السكان يتكرر بين الحين والآخر.

ويبدو أن حكومة روحاني رغم وعودها الانتخابية لم تستطع إحداث أي تغيير يذكر على هذا الصعيد، لذا ليس من المستغرب أن تتم الإشارة إلى خط الفقر في إيران بين الحين والآخر.

وأشار تقرير سابق في مطلع 2018، استنادا إلى أرقام رسمية إيرانية، إلى أن نسبة البطالة في مدن إيرانية وصلت إلى 60%، ورغم أن البطالة كمتوسط تصل إلى 12%، كما أعلنها وزير الداخلية، عبد الرضا فضلي، فإن الفقر ينهش نحو نصف السكان، أي 40 مليون شخص، وفق لجنة الخميني للإغاثة الحكومية، 11 مليوناً منهم يعيشون في مناطق التهميش، فضلا عن 1.5 مليون مدمن مخدرات، ونحو 600 ألف سجين بجرائم جنائية معظمها سرقة ونهب.

ومن أسباب الفقر في إيران تفشي الفساد والمحسوبية والاقتصاد الموازي لمؤسسات اقتصادية عملاقة تابعة للمرشد والحرس الثوري من جهة، ولأسباب خارجية ناتجة عن العقوبات الأميركية بسبب أنشطة إيران النووية وتدخلاتها الإقليمية من جهة أخرى.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 24 يوليو - 2019