"إم بي سي العراق" بمواجهة ميليشيات "الحشـد" بسبب "المهنـدس"

رفع رئيس هيئة ميليشيات "الحشد الشعبي" فالح الفياض، دعوة قضائية ضد قناة "إم بي سي العراق"، على خلفية تقاريرها الإخبارية التي استفزت ميليشيات الحشد، وبث وثائقي عن الشاعر السوري الراحل نزار قباني وورود شهادات بمسؤولية نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس -الذي قتل بغارة أمريكية في العراق- عن التفجير الذي استهدف فندقا في بيروت وتسبب بمقتل العشرات بينهم "بلقيس" زوجة الراحل قباني.  

وقال مكتب الفياض في بيان إن "هذه المواد الإعلامية تؤكد استمرار الدعاية المغرضة للإعلام المسموم الذي يمعن في الإساءة إلى قادة النصر وإبطال فتوى الجهاد المقدس الذي دعت إليه المرجعية الرشيدة"، حسب قوله.

وطالب الفياض الجهات الرقابية ذات العلاقة وهيئة الإعلام والاتصالات بـ"أخذ دورها في التصدي لهكذا إعلام مضلل للجمهور ومسيء لتاريخ قادة النصر الذين قدموا أرواحهم فداء لأرض العراق وترابه".

بدورها، طالبت لجنة الاتصالات والإعلام النيابية، يوم الجمعة، هيئة الإعلام والاتصالات بغلق مكاتب قناة "أم.بي.سي العراق"، لاتهامها نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بالإرهاب، وفق ما جاء في بيان اللجنة.

وأضافت اللجنة "نستنكر قيام قناة أم.بي.سي باتهام الشهيد القائد أبومهدي المهندس بالإرهاب"، وتابعت "لقد مارست هذه القناة وسائل مختلفة ومتنوعة في الإساءة إلى الرموز العراقية خلال السنوات الماضية واتهامها بشتى التهم حتى وصل الحال إلى اتهام شخصية وطنية ومناضلة مثل الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس الذي أفنى عمره بالجهاد والتضحية ضد النظام المُباد وعصابات داعش الإرهابية وقوى الشر والاحتلال"، حسب وصفها.

وجاء هذا الهجوم على خلفية بث قناة “أم.بي.سي” برنامجا وثائقيا عن حياة الشاعر السوري نزار قباني، وتطرقت الحلقة التي بثت الخميس الماضي إلى تفجير السفارة العراقية في بيروت في 15 يناير عام 1981، والذي راح ضحيته بلقيس زوجة قباني.

وأشار معد ومقدم البرنامج العراقي ملك الروقي إلى تورط أبو مهدي المهندس الذي اغتيل مطلع عام 2020 إثر غارة أمريكية قرب مطار بغداد، بتفجير السفارة العراقية في بيروت، ووصفه بـ"أحد الإرهابيين الذين قاموا بتفجير السفارة".

وقال الروقي في تغريدة على تويتر، "وصلتني صور لأحد غروبات الجيوش الإلكترونية الإيرانية الميلشيوية. في عمل منظم ضد حلقة من برنامجنا #مالك_بالطويلة عن #نزار_قباني التي تحدثنا فيها عن مقتل زوجة نزار ومسؤولية حزب الدعوة".

وأضاف "هل تعلم أن النشطاء المدنيين في العراق يتعرضون يوميا لمثل هذه الجيوش التي تخونهم وتحرض ضدهم!".

وبعد ساعات على عرض البرنامج تتابعت سلسلة الاستنكارات والهجومات من قبل مسؤولين في الميليشيات المسلحة للحشد الشعبي وعصائب أهل الحق، تؤججها القنوات الإيرانية الناطقة بالعربية.

وقال متابعون إن هذه الهجمة الشرسة تهدف إلى تأليب الرأي العام على قناة "أم.بي.سي" لمنافستها القنوات المحلية المفروضة على العراقيين بتوجه سياسي وطائفي معروفين وهي مخصصة للإشادة ببطولات الحشد الشعبي المزعومة ومهاجمة الخصوم السياسيين والمنتقدين والمشككين في هذه البطولات.

وجاءت هذه المناسبة لتوجيه السهام نحو القناة التي سحبت البساط من القنوات المحلية المؤدلجة، وحظيت بنسب مشاهدة مرتفعة لبرامجها ومسلسلاتها الدرامية.

وأكد عدد كبير من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما جاء في البرنامج الوثائقي لم يخالف الحقيقة، وعلق أحدهم على بيان كتلة "صادقون" النيابية والجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق، بالقول "أعتقد أن ما نقل عن أم.بي.سي صحيح وعلى الطرف الآخر تقبل الحقائق عن قتلة أبناء الشعب العراقي والعصائب متهمة بالقتل والسرقات والاعتداء على أراضي الغير وتجريف النخيل وكل هذا أمام القضاء العراقي".

 إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 16 مايو - 2020