بصمات إيــرانية خلف هجمات داعـش في العراق

كثف تنظيم داعـش عملياته العسكرية في مناطق عراقية عدة الأسبوع الماضي، توزعت في الشمال والغرب والشرق.  

ونفذ مقاتلو التنظيم كمينا، مساء السبت، في موقع وحدة الشرطة الاتحادية التي كانت تتمركز عادة في مكان قريب، لكنها بدلا من ذلك باتت تتمركز في مكان آخر لفرض الإغلاق.

وأسفر الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش في قرية مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين (شمال بغداد) عن مقتل وجرح العشرات في صفوف الحشد العشائري.  

وصرّح عناصر بميليشيا الحشد العشائري -التابعة لميليشيات الحشد الشعبي- بأنهم لا يملكون نظارات للرؤية الليلية ففوجئوا بهجوم عناصر التنظيم.

وتشير مصادر إلى أن هذا الهجوم يعتبر الأكثر تعقيدا للتنظيم منذ أعوام، الذي شن عدة هجمات أسفرت عن العديد من المصابين.

بالمقابل، يرى مسؤولون أميركيون أن التصعيد الأخير في العنف من قبل التنظيم كان ردة فعل على عمليات قامت بها القوات العراقية ضده.

كما يقول الخبراء إن الفرق في الأسابيع الأخيرة هو أن مقاتلي تنظيم الدولة باتوا ينفذون في الغالب هجمات أقرب إلى المدن.

من جهته، توقع الخبير الأمني هشام الهاشمي المزيد من الهجمات القادمة، خاصة في كركوك والمناطق التي توجد فيها فجوة أمنية يمكن استغلالها.

في المقابل، قال سكان في محافظة ديالى الشرقية إن أنباء هجوم مكيشيفة (في محافظة صلاح الدين) مقلقة. وقال أحد سكان مدينة بعقوبة "إننا متوترون، إذ هناك العديد من المقاتلين في الجبال، ونعلم أنه يمكنهم التحرك بسهولة بالغة".

وأضاف "إننا قلقون من أن يستغل تنظيم الدولة انتشار كورونا ويزيد من هجماته في المدينة، فإذا جاؤوا فإنهم سيحرصون على حصد الكثير من الأرواح".  

وتعزو مصادر عراقية عودة عمليات تنظيم داعش ضد القوات الأمنية العراقية والجيش، إلى وجود أصابع إيرانية خلف ذلك، مع تكثيف الضربات التي تستهدف ميليشيات تابعة لإيران في كل من العراق وسوريا، وتشديد العقوبات على إيران من قبل واشنطن.

وكشفت أن وتيرة الهجمات ازدادت بعد اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بعملية أمريكية في مطار بغداد مطلع شهر كانون الثاني/يناير من العام الجاري، وإثر قصف مواقع تابعة لميليشيا حزب الله العراق، بعد قتل متعاقد أمريكي بقصف استهدف قاعدة عسكرية أمريكية.

وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أوضح أنه رغم أن تنظيم داعش أصبح أضعف مما كان عليه ولا يظهر أنه قادر على النهوض مجددا واستعادة نفوذه، فإنه يستغل الوضع الراهن لشن هجماته، وذلك نظرا لتقلّص عدد قوات الأمن العراقية في المناطق الريفية في أعقاب إرسال تعزيزات أمنية إلى المراكز الحضرية لضمان الإغلاق جراء الحظر الصحي.

بدوره، صرّح المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية اللواء تحسين الخفاجي بأن "فيروس كورونا يعدّ عاملا مهما. ونظرا لكون بعض الجنود خارج الخدمة الفعلية وتوقف بعض عملياتنا ضد التنظيم، فإنهم يستغلون الوضع لشن هجماتهم".

وقال الخفاجي إن فيروس كورونا تسبب لفترة وجيزة في تراجع وتيرة العمليات ضد التنظيم، مع أن الأمور قد تغيرت منذ ذلك الحين.

ويقول المسؤولون العراقيون، إن هؤلاء (داعش) يموّلون أنفسهم من خلال الابتزاز ومناشدة المتعاطفين المحليين. ومع أن الهجمات شائعة بشكل متزايد، فإنها عادة ما تكون ضيقة النطاق، فقد يلقون قنبلة بدائية يوما ويطلقون الرصاص على قوات الأمن في الصحراء يوما آخر.

 إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 10 مايو - 2020