حكومة الكاظمي تمنح العراق استراحة أمريكية-إيرانية

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يوم السبت، إن بلاده لن تكون ساحة لتصفيات الحسابات أو منطلقا للاعتداء على أية دولة.  

وجاء ذلك خلال استقبال الكاظمي للسفيرين الأميركي ماثيو تولر والإيراني إيرج مسجدي، كل على حدة في بغداد.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي في بيانين منفصلين، إن الكاظمي أكد خلال استقباله تولر "العمل على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة وإبعادها عن المخاطر"، مشيرا إلى أن "العراق لن يكون ساحة لتصفيات الحسابات والاعتداء على أية دولة جارة أو صديقة".

بالمقابل، قال الكاظمي للسفير الإيراني "إن العراق لن يكون ممرا أو مقرا للإرهاب أو منطلقا للاعتداء على أية دولة أو ساحة لتصفية الحسابات".

استراحة أمريكية إيرانية

وفور انتهاء تصويت البرلمان على الحكومة العراقية برئاسة الكاظمي، سارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى نشر تغريدة على صفحته في موقع تويتر، قال فيها "إن إيران تقف على الدوام الى جانب الشعب العراقي وانتخاب حكومته".

 وتبعه السفير الايراني في العراق، ايرج مسجدي، بنشر تغريدة على تويتر، قال فيها "مبروك للسيد مصطفى الكاظمي ووزرائه، ومبروك للبرلمان العراقي للتصويت على منحه الثقة لأغلبية الحكومة".

وعلى الجانب الأمريكي، سارع وزير الخارجية مايك بومبيو إلى تهنئة الكاظمي، وإبلاغه بأن الولايات المتحدة ستعطي العراق استثناءً لمدة 120 يوماً لمواصلة استيراد الكهرباء من إيران، وذلك لمساعدة الحكومة الجديدة على النجاح.

تبع ذلك تصريح للمتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية في العراق، قال فيه "نُقدم دعمنا لرئيس الوزراء الكاظمي والشعب العراقي لمكافحة جائحة (كوفيد-19) وتحقيق نصرٍ شاملٍ على داعش وتوفير المساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار للنازحين والمناطق المحررة".

وأضاف "أتمنى للحكومة التوفيق في خدمة الشعب العراقي المحترم، وأتمنى السعادة للشعبين الإيراني والعراقي".

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الكاظمي بأنه "رجل علماني وليبرالي ويتمتع بعلاقات قوية مع أمريكا وإيران".

ولخصت رأيها بالقول، إن "الكاظمي الذي كانت مشاركته السياسية أكثر علمانية وانفتاحا على المتظاهرين الذين تبنى كثيرون منهم مواقف معادية لإيران يعتقد بأنه على استعداد لحمايتهم من الميليشيات المدعومة من إيران التي هاجمتهم وقتلتهم".

الكاظمي وثورة تشرين

يقول الكاتب العراقي إبراهيم الزبيدي، إن "الإدارة الأمريكية تُراهن على عودة المتظاهرين إلى ساحات الاعتصام وحشر الكاظمي في الزاوية الضيقة وإجباره على الاصطفاف إما إلى جانب الشعب العراقي المظلوم المنتفض وإما إلى ظلامه وكلاء الولي الفقيه، وهو أمرٌ، لو حصل، سوف يشكل، من وجهة النظر الأمريكية، مأزقا جديدا لإيران في العراق قد تتبعه مآزق أخرى لاحقة".

ويضيف "مؤكد أن الجميع، من إيرانيين وأمريكيين وعراقيين، يعرفون أن الكاظمي مدين للمتظاهرين برئاسة الحكومة. وقد يصبحون، وليس غيرهم، العامل الأقوى والوحيد الذي يصنع فشله ثم رحيله، او انضمامه إلى قائمة الحكام المحترمين حتى لو صوت برلمان المحاصصة على طرده من الوظيفة".

ويرى الكاتب الزبيدي "هناك أمور معينة عاجلة لا يمكن تأجيل البت فيها ولا تعويمُها أو خداع الجماهير بتبريرات مرفوضة مقدما، وهي، الانتخابات المبكرة، ومحاكمة قتلة المتظاهرين وعادل عبد المهدي في طليعتهم، والإطاحة بكبار الفاسدين المعروفين جيدا من قبله باعتباره رئيس جهاز المخابرات، ثم ضبط سلاح الحشد الشعبي إن لم نقل سحبه منه وتسليمه للدولة، وتحرير القضاء العراقي من سطوة الأحزاب والمليشيات، والإسراع في تخفيف أعباء كورونا الصحية والاقتصادية والأمنية عن كاهل المواطن الفقير، دون تأخير".

قرارات الكاظمي

وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2019، مشيرا إلى أن إدارته ستعتمد الشفافية وأنها لن تكون حكومة "غرف مظلمة".

وشكّل الكاظمي لجنة لتقصي الحقائق بخصوص أحداث الاحتجاجات العراقية، ومحاسبة المتورطين في أحداث القتل، وتعويض عائلات الضحايا ورعاية المصابين.

كما أعلن الكاظمي تشكيل خلية أزمة مكونة من مختصين في الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، لإجراء مباحثات مع الجانب الأميركي لمراجعة اتفاق استراتيجي بين البلدين "يحمي وحدة وسيادة العراق" على حد تعبيره.

وشدد الكاظمي على أن الحكومة ستتعهد بالشفافية ولن تكون "حكومة غرف مظلمة"، مناشدا وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل المعلومات والقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 10 مايو - 2020