اجتثاث إيـران من سوريا.. إسرائيل تصعّد وطهران تلتزم الصمت

كثفت إسرائيل من عمليات القصف التي تستهدف التواجد الإيراني خلال شهر نيسان/إبريل الماضي في سوريا، فيما يبدو بمثابة رسالة أن تل أبيب عازمة على إخراج إيران عسكريا من المشهد السوري.  

واستهدفت طائرات وصواريخ إسرائيلية الميليشيات الإيرانية في كل من جنوب سوريا ودمشق وريف حمص والمنطقة الشرقية (ديرالزور) أكثر من مرة في شهر نيسان، وبلغ عددها 8 عمليات قصف.

وزير الدفاع والأمن الإسرائيلي بينيت نفتالي، قال إن الهدف من عمليات القصف التي تكررت شهر نيسان في سوريا هو إخراج إيران عسكريا من سوريا قبل نهاية العام 2020.

وأضاف بينيت "أن إسرائيل لن تسمح أن يتعرض سكانها للقصف، بينما يعيش قادة إيران حياة هادئة في طهران ووصف الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في سوريا بأنها معركة من اتجاه واحد، تقصف فيها إسرائيل أذرع إيران".

وشدد الوزير الإسرائيلي، أن تل أبيب تقود في هذه الأيام معركة كبيرة جدا ضدّ إيران في سوريا وفي أبعاد أخرى".

وسبق وأن هدد "بينيت" بتحويل سوريا لفيتنام جديدة للميليشيات الإيرانية، قائلا "نقول لإيران إن سوريا ستتحول إلى فيتنامكم، ستغرقون في دمائكم وستنزفون، وسنواصل جهودنا حتى تُخرجوا قواتكم الهجومية من سوريا".

وشنّت إسرائيل، خلال الأسابيع الماضية، عدة هجمات في سوريا، كان آخرها يوم الجمعة 1 أيار/مايو، في ريف درعا، واستهدفت الاثنين الماضي بغارات جوية موقعا في جنوب العاصمة دمشق، بينما استهدفت قبل أسبوعين سيارة تابعة لـ"حزب الله" في الجانب السوري من الحدود السورية – اللبنانية، وقبل ذلك بيومين شنّت غارة قرب حمص، وسط سوريا، فيما شنت عدة غارات استهدفت ميليشيات إيران في ديرالزور.

شرق سوريا

وشنت طائرات مجهولة يعتقد أنها إسرائيلية، غارات جوية على مواقع الميليشيات الإيرانية جنوب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي المتاخمة للحدود العراقية، يوم الخميس 30 نيسان/إبريل.

وقال موقع "جرف نيوز"، إن طائرات مجهولة استهدفت مواقع ميليشيات تابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني جنوب مدينة البوكمال شرق دير الزور، ما تسبب بوقوع جرحى وقتلى في صفوفهم، وأشار إلى أن طائرات استطلاع مجهولة حلقت بشكل مكثف قبيل استهداف مواقع الميليشيا جنوب المدينة.

وكان قتل 15 عنصرا من ميليشيا تابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني وأصيب العشرات بجروح، في 21 نيسان الماضي، جراء غارات لطائرات حربية مجهولة الهوية استهدفت مواقع الميليشيات في أطراف البادية في البوكمال شرق سوريا.

واستهدفت طائرات أخرى قوات النظام وميليشيات إيران في منطقة السخنة في بادية تدمر قبل عدة أيام، وخلف القصف خسائر في صفوفهم.

وتنشر ميليشيات إيران شرقي دير الزور، ومن أبرز هذه الميليشيات: "لواء فاطميون الأفغاني" و"لواء زينبيون الباكستاني" و"لواء الإمام علي" و"حركة النجباء" و"الحرس الثوري الإيراني" و"الحشد الشعبي العراقي".

دمشق وريفها

ونفذت طائرات إسرائيلية عدة غارات جوية، في محيط العاصمة السورية دمشق، فجر الاثنين 27 نيسان/إبريل، استهدفت أسلحة متطورة نقلتها إيران إلى نظام الأسد.

وأوضحت قناة "كان" الرسمية، إن تصاعد وتيرة الغارات في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة يشير إلى "إسراع إيران في تنفيذ مخططاتها العسكرية هناك".

وكانت وسائل إعلام لبنانية وأخرى تابعة للنظام أفادت يوم الأربعاء 16 نيسان، عن استهداف سيارة في منطقة جديدة يابوس قرب الحدود السورية اللبنانية، وأكدت أن الأضرار اقتصرت على المادية فقط.

حمص

وفي مطلع شهر نيسان/إبريل، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية مطار الشعيرات في حمص بأكثر من 8 صواريخ، فيما سمع دوي ناتج عن محاولة الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري التصدي لتلك الضربات.

وقالت وكالة "سانا" التابعة للنظام، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت هجومها على مدينة حمص من الأجواء اللبنانية، وزعمت أن الدفاعات الجوية تصدت لها، ولم تكشف "سانا" عن حجم الخسائر جراء الغارات.

وتقصف "اسرائيل" بشكل دوري مواقع النظام وميليشيات إيران، وتستهدف على وجه الخصوص مراكز "تخزين وسائل قتالية" وفي مقدمتها مطار دمشق الدولي والشعيرات، إضافة إلى مواقع استخبارات إيرانية ومعسكرات تدريب.

جنوب سوريا

وقصفت  مروحيات إسرائيلية عدة مواقع داخل جنوب سوريا بالصواريخ، من مرتفعات الجولان، يوم الجمعة 1 أيار/مايو. 

واستهدفت الهجوم الإسرائيلي أهدافا تابعة لميليشيات مدعومة إيرانيا داخل سوريا، متسببة في خسائر مادية فقط، وفقا لما نقلته رويترز عن الإعلام المحلي.

تعزيزات إيرانية

وفي الفترة الماضية، واصلت إيران تعزيز قواتها البرية في شرق سوريا، وذكرت مصادر إعلامية، أن قائد القوة الجو- فضائية بـ"الحرس الثوري الإيراني" أمير علي حاجي زاده، زار يوم الأربعاء 29 نيسان/إبريل، مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية شرقي ديرالزور.

وقالت مصادر إن "حاجي زاده" وصل إلى البوكمال بشكل سري برفقة قادة من الميليشيات المدعومة من طهران، وغادرها بذات اليوم إلى العراق عبر معبر القائم الذي كان دخل عبره إلى سوريا.

وكان قال موقع "عين الفرات"، إنه خلال الأيام الماضية دخلت من العراق إلى مدينة البوكمال ٣٠ سيارة عسكرية وفيها حوالي ١٠٠ عنصر من الميليشيات الإيرانية، وانتشرت بمواقع على ضفة نهر الفرات بجانب جسر البوكمال.

وأضاف الموقع المهتم بأخبار البادية السورية وديرالزور، أن هذه المجموعة تسمى فصيل "الإمام الحسن" وتتبع للواء "فاطميون" الأفغاني التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتأتي الزيارة والتعزيزات الإيرانية في ظل تحركات وتعبئة أميركية غير مسبوقة، في المنطقة المقابلة لمناطق انتشار الميليشيات الايرانية غرب الفرات، في مدن دير الزور والميادين والبوكمال.

وتتهم الإدارة الأميركية حاجي زاده بالوقوف وراء إسقاط طائرة عسكرية أميركية مسيّرة في الخليج خلال حزيران الماضي، وهجوم صاروخي على عسكريين أميركيين داخل العراق في كانون الثاني الماضي، وإسقاط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية قرب طهران في الشهر ذاته.

وتحتل مدينة البوكمال موقعا استراتيجيا بالنسبة لإيران، وتسيطر الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران على البادية وشرق دير الزور بشكل أساسي، حيث تعتبر المنطقة طريق الميليشيات من إيران عبر العراق إلى سوريا.

وفي إطار الصراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، تعرضت الميليشيات الإيرانية في  البوكمال والبادية السورية، أكثر من مرة لغارات أمريكية استهدفت بشكل أساسي ميليشيات مدعومة من إيران، شاركت باستهداف القوات الأمريكية في العراق، كما شنت طائرات إسرائيلية أكثر من مرة غارات جوية على قواعد الميليشيات الإيرانية في ذات المنطقة.

عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة