"الفقر" يشعل احتجاجات شعبية في لبنان

قطع محتجون لبنانيون، مساء يوم الأحد، عدة طرقات رئيسية بمناطق عدة بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردية والسياسية والمالية والمصرفية وارتفاع الأسعار.  

وقال مراسل إيران إنسايدر، إن محتجين قطعوا مساء الأحد الطريق عند مستديرة العبدة، وعند ساحة عبد الحميد كرامي (النور) في طرابلس، وعند جسر البالما، منددين بارتفاع الأسعار والغلاء.

وأضاف أن محتجين قطعوا المسلك الشرقي للأوتوستراد في شكا، بالإطارات المشتعلة لبعض الوقت قبل إعادة فتحه من قبل القوات الأمنية.

وفي البقاع، قال مراسلنا إن محتجين قطعوا السير داخل نفق المرج بالاتجاهين.

وفي الكورة، أفاد مراسلنا، أن محتجين أشعلوا الإطارات تحت جسر أوتوستراد أنفة، مشيرا إلى تدخل القوات الأمنية لتسهيل المرور عبر الشارع.

حافة الانفجار

وقال مصادر إن الشارع اللبناني يقترب من حافة الانفجار مجددا، بعد أكثر من شهر ونصف على التعبئة العامة لمواجهة وباء كورونا، وبعد أشهر من سلسلة أزمات عصفت بالبلاد، وتفاقمت مع مرور الأيام دون الوصول لحلول ترضى الشارع، وتشكيل حكومة يرفضها اللبنانيون قائمة على المحاصصة الطائفية ويتهمونها بتعميق الأزمات في البلاد.  

وكان البنك الدولي حذّر نهاية العام الماضي من أن يصبح 50 في المائة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، أعلن وزير الصناعة عماد حب الله، يوم السبت 25 نيسان/أبريل، أنّ نسبة الفقر في لبنان وصلت إلى 55 في المائة بناء على تقديرات البنك الدولي، مجددا التأكيد على بطالة وأزمة سيولة وعجز في الميزان التجاري.

ويؤكد مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية سامي نادر، والأستاذة في علم الاجتماع منى فياض، أن الشعب اللبناني لن يصمد كثيرا وسيعود إلى الشارع حتى قبل إنهاء التعبئة العامة بعدما فقد أي أمل بالتغيير.

تقول فياض لـ"الشرق الأوسط": إن "الوضع خطير واللبناني بات يعيش كل يوم بيومه لتأمين لقمة عيشه، وإذا كانت أزمة كورونا انعكست سلبا على اقتصاد دول العالم فنحن نعيش الانهيار قبل انتشار الوباء الذي أتى ليضاعف أزماتنا، فيما الحكومة تتفرّج وكأنها غير معنية بكل ما يحصل، الشعب اللبناني لن ينتظر طويلا والثورة ستستعيد زخمها قريبا".

بدوره، يرى نادر أن لبنان دخل مرحلة الانهيار الاقتصادي وبات الانفجار الاجتماعي قريبا، بعدما خرجت الأمور عن السيطرة في غياب أي ضوابط والسقوط في الهاوية بات حتميا، والدليل ما يحصل من فوضى في سعر صرف الدولار الذي قارب 4 آلاف ليرة"، مضيفا أن "الحكومة لا تزال غير قادرة على وضع خطة إصلاحية. يتعاملون مع الوضع وكأن لديهم الكثير من الوقت؛ فيما يعيش اللبنانيون قلق لقمة العيش والخوف من انتشار الوباء الذي قضى بدوره على ما تبقى من أعمال ومؤسسات وأدى إلى صرف آلاف الموظفين".

ريتا مارالله – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الاثنين, 27 أبريل - 2020