لبنان.. هل ينفجر الشارع مجددا؟

يقترب الشارع اللبناني من حافة الانفجار مجددا، بعد أكثر من شهر ونصف على التعبئة العامة لمواجهة وباء كورونا، وبعد أشهر من سلسلة أزمات عصفت بالبلاد، وتفاقمت مع مرور الأيام دون الوصول لحلول ترضى الشارع، وتشكيل حكومة يرفضها اللبنانيون قائمة على المحاصصة الطائفية ويتهمونها بتعميق الأزمات في البلاد.   

وكان البنك الدولي حذّر نهاية العام الماضي من أن يصبح 50 في المائة من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، أعلن وزير الصناعة عماد حب الله، يوم السبت 25 نيسان/أبريل، أنّ نسبة الفقر في لبنان وصلت إلى 55 في المائة بناء على تقديرات البنك الدولي، مجددا التأكيد على بطالة وأزمة سيولة وعجز في الميزان التجاري.

ويؤكد مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية سامي نادر، والأستاذة في علم الاجتماع منى فياض، أن الشعب اللبناني لن يصمد كثيرا وسيعود إلى الشارع حتى قبل إنهاء التعبئة العامة بعدما فقد أي أمل بالتغيير.

تقول فياض لـ"الشرق الأوسط": إن "الوضع خطير واللبناني بات يعيش كل يوم بيومه لتأمين لقمة عيشه، وإذا كانت أزمة كورونا انعكست سلبا على اقتصاد دول العالم فنحن نعيش الانهيار قبل انتشار الوباء الذي أتى ليضاعف أزماتنا، فيما الحكومة تتفرّج وكأنها غير معنية بكل ما يحصل، الشعب اللبناني لن ينتظر طويلا والثورة ستستعيد زخمها قريبا".

بدوره، يرى نادر أن لبنان دخل مرحلة الانهيار الاقتصادي وبات الانفجار الاجتماعي قريبا، بعدما خرجت الأمور عن السيطرة في غياب أي ضوابط والسقوط في الهاوية بات حتميا، والدليل ما يحصل من فوضى في سعر صرف الدولار الذي قارب 4 آلاف ليرة"، مضيفا أن "الحكومة لا تزال غير قادرة على وضع خطة إصلاحية. يتعاملون مع الوضع وكأن لديهم الكثير من الوقت؛ فيما يعيش اللبنانيون قلق لقمة العيش والخوف من انتشار الوباء الذي قضى بدوره على ما تبقى من أعمال ومؤسسات وأدى إلى صرف آلاف الموظفين".

لم تنته

وكانت قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير لها، إن الاحتجاجات اللبنانية لم تنته بعد رغم فشلها -حتى الآن- في تحقيق أهدافها.

وأشار التقرير إلى أن "حزب الله" قمع هذه الاحتجاجات بسبب تورطه في النظام السياسي القائم هناك، إضافة إلى المخاوف من أن نجاح هذه الحركة قد يعني انقلاب حزب الله على النظام والحكم في لبنان كما حصل عام 2008.

تعب مقترن بيأس

وأضاف التقرير أن "التجمعات أصبحت الآن أصغر حجما وهتافات "الثورة" - الكلمة العربية للثورة - أكثر ليونة"، وفيما "تستمر الاعتقالات، فإن بعض المحتجين يعتقدون أن السبب الحقيقي وراء انخفاض أعدادهم هو التعب المقترن بإحساس متزايد باليأس بشأن مستقبل الحركة".

واعتبر التقرير أن "حركة الاحتجاج نجحت في التعبير عن شعور واسع النطاق بالإحباط مع نظام فشل بشكل روتيني في توفير الوظائف والرعاية الصحية الميسورة التكلفة والتعليم، لكن المتظاهرين لم يتمكنوا حتى الآن من صياغة استراتيجية متماسكة طويلة الأجل للتغيير، لأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء تطوير استراتيجية".

وتابع قائلا: "وفي يناير /كانون الثاني أي بعد ثلاثة أشهر تقريبًا من استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، تم تشكيل حكومة جديدة تتلاءم مع وضع حزب الله، لقد حصل المحتجون على حكومتهم الجديدة، لكن معظم المحتجين يتفقون على أن الحكومة الجديدة ليست أكثر من مجرد هيئة ظل تمثل المصالح الراسخة لحزب الله وحلفائه، وكلاهما اتخذ موقفا ضد المتظاهرين".

وبحسب المجلة، "يواجه المتظاهرون ليس فقط عدوا ذكيا ولكن أيضا عدوا مسلحا. لقد هاجم أنصار حزب الله وحركة أمل، أحد حلفاء الحكومة الرئيسيين، المتظاهرين عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية. كان هناك خوف واضح من استيلاء حزب الله على الشوارع، كما كان الحال في عام 2008 عندما تم تحدي سيطرته على الاتصالات ومطار لبنان".

ريتا مارالله - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 26 أبريل - 2020