العراق.. أحزاب وميليشيات إيران يبدأون تنفيذ مخططات "قاآني" والمتظاهرون يطلقون حملة "ثورتنا أمانة"

عادت محاولات السلطات الأمنية والميليشيات المرتبطة بإيران، إلى محاولة فض الاعتصامات بهدف القضاء على الحراك الشعبي المتواصل من مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.  

وتأتي هذه المحاولات بعد أقل من 48 ساعة على زيارة قائد فيلق القدس "إسماعيل قاآني" للعراق ولقائه بقادة المليشيات والأحزاب الشيعية في البلاد.

وقالت مصادر عراقية إن "قآاني" أعطى تعليماته المباشرة بضرورة إخلاء الساحات في كل المحافظات للتركيز على المواجهة المحتملة ضد التواجد الأمريكي في العراق، خاصة مع التحركات الأمريكية الأخيرة وتصريحات وزارة الدفاع "البنتاغون" حول اقتراب شن عملية عسكرية واسعة ضد مقرات الفصائل المسلحة وقادتها في العراق.

قائد فيلق القدس الذي يستخدم ذات الأجندة السياسية والأمنية لسليماني، طلب من رجال إيران في العراق أن يعملوا على فض الاعتصامات، والعمل على استغلال الحظر المفروض من أجل فيروس كورونا، خاصة في الساحات ذات التأثير الشعبي مثل ساحة الحبوبي في الناصرية.

وعملت القوات الأمنية، الجمعة، على فض المركز الرئيسي للاعتصام الثوري بساحة الحبوبي بالناصرية من أجل إخماد الحراك الشعبي، الأمر الذي تسبب في استشهاد متظاهر وإصابة آخرين.

لكن سرعان ما نجح المعتصمون وأهالي الناصرية في السيطرة على ساحة الحبوبي بالكامل ومنع دخول القوات الأمنية إليها، مع استمرار المواجهات قرب تقاطع ومحاولة سيارات أمنية دهس المتظاهرين.

ثورتنا أمانة

وأطلق نشطاء العراق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة، بعنوان "ثورتنا أمانة" للتأكيد على مواصلة استكمال ثورة تشرين والعودة إلى الساحات كما في السابق.

وأكد النشطاء من قلب ساحة التحرير وسط بغداد ومن داخل ساحة النضال في المستشفيات أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن الثورة مستمرة بعد انتهاء أزمة "فيروس كورونا"، ورفعوا شعار "ثورتنا أمانة"، للحفاظ على الثورة واستكمال مسيرتها لاستعادة العراق من خاطفيه.

ثورة العراق

وشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات، كما تمكنوا يوم الأحد 1 آذار/مارس بإجبار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي على الانسحاب من تشكيل الحكومة.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 560 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.

العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 4 أبريل - 2020