سخر وزير إسرائيلي من إيران، اليوم الأحد، وقال إنها الدولة الوحيدة في العالم التي تقتل الإيرانيين منذ عامين في سوريا.
وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن إسرائيل "استهدفت الإيرانيين مئات المرات في سوريا، واعترفت بذلك في بعض الحالات، وكشفت عنه تقارير أجنبية في حالات أخرى، وفي بعض الأحيان، كشف عن ذلك رئيس هيئة الأركان (في الجيش الإسرائيلي) أو قائد سلاح الجو المنتهية ولايته، لكن كل ذلك يأتي ضمن إطار سياسة منسقة".
وأضاف هنغبي -الذي يعد من أبرز أعضاء مجلس الوزراء برئاسة بنيامين نتنياهو، في حديث لإذاعة Kan Bet- أن هذه الحملة لم تنته بعد لأن الإسرائيليين لم يروا أن طهران تخلت عن خططها للتموضع عسكريا في سوريا، مضيفا أن تل أبيب تمارس سياسات صارمة للغاية في المسائل المتعلقة بأمنها القومي.
وقال الوزير، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" إن الإيرانيين يعرفون جيدا من يمكن العبث معه وإزعاجه، وإسرائيل ليست من تلك الدول، وتابع، تعليقا على التصعيد الأخير بين طهران ولندن، أن رد فعل الإيرانيين كان "محدودا"، وذلك "ليس بسبب ضيق قدراتهم" بل تحسبا لرد فعل إسرائيلي محتمل.
وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من استهداف جهة مجهولة بواسطة طائرة مسيرة اجتماعا أمنيا يضم قادة من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني و"كتائب حزب الله" التابعة لـ"الحشد الشعبي" في العراق، و"حزب الله" اللبناني، وسط ترجيحات بأن إسرائيل تقف وراء الهجوم.
اتهام لإسرائيل
وقالت ميليشيا "كتائب حزب الله في العراق"، يوم السبت، إن هناك بصمات إسرائيلية أمريكية، بعملية استهداف معسكر "الحشد الشعبي"، في محافظة صلاح الدين وسط العراق.
وقالت مصادر في الجيش والفصائل المسلحة العراقية إن طائرة مسيرة ألقت متفجرات على قاعدة للحشد الشعبي فجر الجمعة ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة خبيرين عسكريين إيرانيين.
وقال المتحدث العسكري لكتائب حزب الله في العراق جعفر الحسيني، "هناك بصمات إسرائيلية أمريكية في الاستهداف، باعتبار المعسكر يسهم بتطوير الحشد الشعبي".
وأقرّ الحسيني بـ"وجود مستشارين عسكريين من إيران ولبنان" في المعسكر، يعملون بصفة مستشارين".
وقال "المستشارون موجودون في المعسكر، وهم يتواجدون بعلم القائد العام للقوات المسلحة، عادل عبد المهدي".
وطلب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أمس السبت، تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على ملابسات هجوم بطائرة مسيرة مجهولة استهدف معسكرا لميليشيا الحشد الشعبي بمحافظة صلاح الدين وسط العراق.
ضربات بسوريا
واستهدفت إسرائيل، مواقع عديدة للقوات الإيرانية وميليشياتها، بالإضافة لقوات النظام، بمئات الغارات الجوية منذ عدة سنوات، لكن وتيرة الهجمات وصلت ذروتها عام 2018.
وكشف تقرير ميونخ للأمن لعام 2019، تسلسلا زمنيا للغارات الجوية الإسرائيلية على المواقع السورية، منذ عام 2014 حتى عام 2018، مشيرا إلى أن إجمالي الغارات الجوية خلال السنوات الخمس وصل إلى 218 غارة جوية.
وبدأت الغارات بعدد صغير عام 2014، حيث نفذ الطيران الإسرائيلي 6 غارات خلال العام، وزادت بوتيرة كبيرة خلال عام 2015، لتصل إلى 35 غارة جوية على مواقع سورية.
وفي عام 2016 تراجعت الغارات الإسرائيلية على المواقع السورية لتصل إلى 33 غارة فقط.
واستمر التراجع في عام 2017، حيث لم يتجاوز عدد الغارات الإسرائيلية على سوريا 32 غارة جوية.
وشهد عام 2018 مضاعفة عدد الغارات الإسرائيلية على سوريا عدة مرات، ووصل عدد الغارات في ذلك العام إلى 112 غارة جوية، على العديد من التابعة لإيران في سوريا.
أكير الهجمات
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الغارات التي شنتها إسرائيل على سوريا مطلع تموز الجاري استهدفت خط إمداد "حزب الله" اللبناني بالأسلحة الحديثة المتطورة من إيران، لافتة أن توقيتها مرتبط بالتطورات الأخيرة بالمنطقة.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في محيط دمشق وحمص، كانت من أكبر الهجمات في السنوات الأخيرة، لا سيما من حيث حصيلة الضحايا البشرية.
واعتبرت أن المواقع الجغرافية للأهداف التي ضربتها الغارات تسلط الضوء على الهدف الحقيقي لهذه الضربات، أي "استهداف ما يبدو سلسلة لوجيستية تستخدم لإمداد "حزب الله" بالأسلحة المتطورة وتربط إيران بلبنان عبر سوريا".
ومن المرجح أن تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية في سوريا تستهدف القوة الإيرانية، التي تحاول التموضع جنوب سوريا وخصوصا قرب العاصمة دمشق، وذلك دون أي قدرة لدى النظام أو حلفائه لوقف الاستباحة الإسرائيلية.
المصدر: إيران إنسايدر