"قاآني" في بغداد.. ماذا يخطط؟

أجرى قائد فيـلق القـدس الذراع الخارجية للحرس الثـوري الإيـرانـي إسماعيل قاآني، ليلة الثلاثاء الأربعاء، زيارة للعاصمة العراقية بغداد، والتقى الكتل البرلمانية الشيعية، بهدف فرز مرشح متفق عليه لرئاسة الحكومة العراقية يتماشى مع المصالح الإيرانية.  

ووفق صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله"، فإن قاآني لم يبدِ تدخله بـ"بورصة الأسماء"، حسب وصف الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن قاآني قد يلتقي برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي يتزعم أكبر الكتل البرلمانية في البرلمان العراقي.

وبحسب الصحيفة؛ فإن لزيارة قاآني دلالات أهمها، أن "الملف العراقي" لا يزال بيد قوة فيلق القدس، على الرغم من رغبة عدد من المؤسسات والجهات الإيرانية التدخل في هذا الملف، عقب اغتيال القائد السابق للفيلق قاسم سليماني مطلع شهر كانون الثاني/يناير الماضي بغارة أمريكية في مطار بغداد.  

ويأتي الحديث عن زيارة قاآني للعراق، عقب شائعات متداولة، بأنه قُتل في هجوم نُسب إلى إسرائيل شُن ليلة الثلاثاء-الأربعاء، على مدينة حمص في سوريا.

وكان قاآني عُيّن قائدا لفيلق القدس، عقب اغتيال الولايات المتحدة لسليماني.

غضب إيراني

وأثار ترشيح عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة العراقية بتكليف من الرئيس برهم صالح، رد فعل غاضب بين السياسيين المدعومين من إيران الذين يرون في علاقاته الوثيقة مع الولايات المتحدة تهديدا لأجندة طهران في العراق.

وتشير مصادر إلى أن الخلافات بين القوى الموالية لإيران التي تلت ترشيح الزرفي تشير إلى استمرار حالة التشظي والفوضى التي يعاني منها الموالون لإيران منذ مقتل سليماني والمهندس.

ويمثل ترشيح الزرفي ضربة للكتل المدعومة من إيران التي تضغط من أجل إبقاء عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء، رغم تقديمه للاستقالة في كانون الأول/ديسمبر الماضي على خلفية الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.

ثورة العراق

وشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات، كما تمكنوا يوم الأحد 1 آذار/مارس بإجبار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي على الانسحاب من تشكيل الحكومة.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 558 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.

العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.

إسراء الحسن - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 2 أبريل - 2020