كشفت تسجيلات صوتية مسربة عن حجم خسائر ميليشيا "حـزب الله" في معارك محافظة إدلب السورية، واتهم صحفيون موالون للحزب روسيا وقوات النظام السوري بخذلان ميليشيا الحزب وتركهم أمام ضربات فصائل المعارضة والجيش التركي.
وقتل 10 عناصر على الأقل من ميليشيا الحزب، وجرح 50 آخرين، بقصف جوي ومدفعي استهدف تجمعا لهم في ريف إدلب ليلة الجمعة/السبت.
وقال الصحفي الإيراني حسن دليران، إن مقرا لحـزب الله اللبناني تعرض لقصف جوي عنيف من قبل الجيش التركي ما أسفر عن مقتل عشرة عناصر بالإضافة إلى إصابة خمسين آخرين.
وتداول ناشطون صوتيات لـثلاثة عناصر يعملون كمراسلين حربيين برفقة ميليشيا الحزب، أعلنوا فيها عن مقتل العديد من عناصر حزب الله جراء غارات جوية وقصف مدفعي تركي استهدف مقرا لحزب الله، في ظل تخلي القوات الروسية والنظام عن مساندتهم في معارك إدلب وريف حلب.
وقال الصحفي الأول في التسجيل الصوتي "إن عشرة من عناصر حزب الله قتلوا في إدلب وأصيب 30 آخرين، من بينهم 12 في حالة حرجة، بعد قصف المدفعية التركية لأحد تجمعات عناصر حزب الله قرب سراقب في ريف إدلب".
بدوره، كشف الصحفي الثاني عن وجود قتلى وجرحى في صفوف حزب الله، في إدلب، وإلى الآن لا يوجد إي إعلان رسمي من مسؤولي الحزب، بالإضافة إلى أن الأهالي تصلهم الأخبار مسربة وهم في حالة ذعر وخوف بعد تلقيهم أنباء مقتل أبنائهم.
وأشار، إلى أن الحزب سيعلن عن القتلى وحجم الخسائر في الساعات القادمة في ظل وجود عناصر لحزب الله تحت الأنقاض، منوها أنهم بانتظار الإعلان الرسمي من قبل قيادة الحزب.
وأضاف شخص آخر، أن 9 هجمات وقعت في منطقة طلحية بالقرب من مدينة سراقب، مؤكدا أن الجيش الروسي خذل ولم يساعد عناصر حزب الله، فيما هرب عناصر وقادة قوات النظام من الموقع، وتركوا عناصر الحزب لوحدهم.
وأكد أنه مازال هناك العديد من العناصر تحت الأنقاض، حيث يوجد 9 قتلى على الأقل، والأمور لم تتضح إلى الآن بسبب وجود اشتباكات قوية.
وأضاف، أن عناصر حزب الله ينتظرون ماذا سيفعلون مع القوات الروسية وتوقفوا حاليا عن القتال بمحور سراقب في ظل التخاذل الروسي عن مساندتهم.
وتتركز التسجيلات الصوت لصحفيي حزب الله عن تخلي القوات الروسية والنظام عنهم في معاركهم ضد فصائل المعارضة في محافظة إدلب وريف حلب.
يشار إلى أن مليشيا حزب الله تشارك مع قوات النظام والقوات الروسية بمعارك عنيفة ضد فصائل المعارضة في أرياف إدلب وحلب منذ حوالي 3 أشهر وسقط من خلالها العديد من القتلى والجرحى بصفوف عناصر الحزب.
اتفاق مبدئي
وتوصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، يوم الجمعة، لاتفاق مبدئي على عقد لقاء ثنائي في أقرب وقت، لبحث التوتر الحاصل في إدلب بعد حادثة مقتل الجنود الأتراك.
ووفق ما أعلن مكتب الرئاسة التركية، فإن أردوغان أجرى اتصالا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا فيه الهجوم الذي استهدف الجنود الأتراك في إدلب، واتفقا على عقد لقاء ثنائي في أقرب وقت ممكن.
وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن أردوغان أكد بشكل واضح وصريح خلال الاتصال أن دماء الجنود الأتراك لن تذهب سدى، وأن كل عنصر للنظام هو هدف مشروع لتركيا سيتم استهدافه.
ولفت ألطون إلى أن الرئيس التركي شدد على أن أنقرة تنتظر إجبار النظام على الامتثال لمذكرة سوتشي، كما أكد أن مثل هذه الهجمات لم تثنِ تركيا عن نهجها في إدلب، بل بالعكس زادت من عزيمتها، مؤكدًا ضرورة إيفاء أطراف مسار أستانا والمجتمع الدولي بمسؤولياته.
وأوضح الرئيس التركي خلال الاتصال مسؤولية روسيا المتمثلة بإيقاف النظام بموجب المادة الثالثة من مذكرة سوتشي، وأكد أنه "خلال الاتصال قرر الزعيمان عقد لقاء مباشر في أقرب وقت".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الأزمة في إدلب تجاوزت جميع الحدود، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ملموسة تجاه الأزمة الإنسانية في إدلب وسوريا، في وقت برزت عدة مواقف دولية مساندة لتركيا بعد حادثة مقتل جنودها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قدم التعزية لتركيا بمقتل جندوها الـ 33 في غارة من طيران النظام في إدلب، كاشفا عن استمرار المباحثات بين البلدين بشأن سوريا، معتبر أن الشأن السوري ليس من اختصاص "الناتو".
وقتل 33 من القوات التركية في سوريا بقصف جوي لطيران النظام في إدلب، وأعلن حلف الناتو، اليوم الجمعة أن سفراء الحلف سيجتمعون في بروكسل اليوم بطلب من تركيا لإجراء مشاورات بشأن التطورات في سوريا بموجب المادة 4 من معاهدة الحلف.
ميليشيات إيران
وتنشر إيران قواتها وميليشياتها من العراق ولبنان وأفغانستان على شكل قوس يمتد من ريف حماة الشمالي مرورا بريف حلب الجنوبي والغربي وصولا إلى ريف حلب الشمالي في بلدتي نبل والزهراء.
وشاركت ميليشيات إيران بالمعارك المندلعة حاليا والتي سيطرت خلالها على مناطق سيطرة المعارضة في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، في كل من العيس ومحاذاة خان طومان وجمعية الزهراء بحلب.
وتتمركز الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب منذ عدة سنوات حتى أنها أنشأت قواعد تعتبر نقطة الانطلاق لأغلب معارك هذه الميليشيات في حلب وادلب والرقة حتى دير الزور، ويعتبر قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" الذي قتلته أمريكا مؤخرا هو مؤسس هذه القواعد والمشرف عليها.
وتعتبر قواعد الميليشيات الايرانية المتواجدة جنوب حلب من أهم وأخطر القواعد في سوريا، حيث يُشرف عليها كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس، وتضم مجموعات من نخب حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وفيلق القدس الايراني، ومجهزة هذه القواعد بأهم الأسلحة وطيران الاستطلاع، وأهم هذه القواعد جبل عزّان.
ويعتبر "معسكر "خلصة" التابع لميليشيا إيران من أكبر المعسكرات الايرانية جنوب حلب، بالإضافة لمعسكر الأكاديمية العسكرية ومعسكر السفيرة بالقرب من حلب، وكذلك معسكر البراغيثي الذي وصلته التعزيزات الايرانية.
عبد الرحمن عمر – إيران إنسايدر