العراق.. عنصر بالأمن يتوعد المتظاهرين بالـ"ذبـح" ومسلحون يغتالون ناشطا

يواصل العراقيون، يوم الجمعة، في عدد من المحافظات مظاهراتهم للتأكيد على عدم تخوفهم من فيروس "كورونا"، واستمرارهم في دعم ثورة تشرين حتى تحقيق كامل مطالبها، في الوقت الذي أظهر مقطع مصور كيف هدد عنصر بقوات الأمن المتظاهرين بالذبـح.

وهتف المتظاهرون في كربلاء، ضد قمع السلطات والقتل المتعمد ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وحل البرلمان ومحاسبة الفاسدين.

وفي السياق، استمرت سينما ساحة الاعتصام في تقديم عروضها للمعتصمين ضمن فعاليات "فنون الثورة".

وتداول ناشطون مقاطع فيديو أحد العناصر الأمنية، وهو يتوعد المتظاهرين جميعهم بـ"الذبح" لاستمرارهم بالتظاهر.

بينما استمر أهالي البصرة في الهتاف ضد تكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة العراقية.

اغتيالات

وقالت مصادر محلية، يوم الجمعة، إن مسلحين مجهولين قتلوا ناشطا مدنيا وشيخ عشيرة في محافظتين (جنوب العراق).

وقال ناشطون، إن مجهولين اغتالوا الموظف التربوي والناشط في الاحتجاجات عبد العظيم سوادي أمام منزله في قضاء غماس بمحافظة الديوانية، مبينا أن آثار طعنات سكاكين ظهرت على جسده.

وعلى صعيد متصل، أضاف المصدر أن "شيخ عشائر آل حميد في محافظة ذي قار، قتل مع زوجته طعنا بالسكاكين داخل منزلهما في قضاء قلعة سكر".

وقالت قيادة شرطة محافظة الديوانية في بيان صحفي إن "اغتيال الناشط عبد العظيم سوادي كان بسبب خلافات شخصية مع أحد المواطنين، الذي قام بطعن المجني عليه بواسطة آلة حادة (سكين) مما أدى إلى وفاته، وليس له أي علاقة بمشاركته في الاحتجاجات".

ثورة العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 555 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.

ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.

العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 28 فبراير - 2020