"كورونا" يعطّل أعمال البرلمان الإيراني واتهامات بإخفاء المعلومات عن الشعب

عطّل البرلمان الإيراني، يوم الجمعة، أعماله حتى إشعار آخر بسبب فيروس كورونا، الذي أودى بحياة العشرات وإصابة أكثر من 250.    

وقال أسد الله عباسي المتحدث باسم رئاسة البرلمان الإيراني لوسائل الإعلام إنه نظرا لانتشار كورونا في البرلمان، تم تعليق أعماله حتى إشعار آخر.

وكان محمد علي وكيلي، النائب عن طهران، أكد إصابة 4 نواب بفيروس كورونا بعد إجراء فحوصات على 30 نائبا.

وفي السياق، اتهم النائب الإيراني غلام علي جعفر زاده أيمن آبادي، المسؤولين الإيرانيين بإخفاء المعلومات عن الشعب حول العدد الحقيقي والمرتفع لعدد الإصابات والوفيات بكورونا.

وذكر جعفر زاده، في مقابلة مع موقع "امتداد"، أن المقابر تظهر أعدادا كبيرة أكثر بكثير مما هو معلن عن عدد الوفيات.

وطالب النائب القضاء بإطلاق سراح السجناء السياسيين للحيلولة دون تفشي كورونا بينهم.

وكشف تقرير إصابة العشرات من السجناء بالفيروس وسط تكتم السلطات القضائية المشرفة على أوضاع السجون.

وقال مصدر إن العديد من السجناء أكدوا عزل زملاء لهم في سجون بـ"قم"، بعد ظهور علامات الإصابة بالفيروس عليهم.

ووفقا للمصدر ذاته، تضرب السلطات الإيرانية جدار الصمت إزاء المصابين بالفيروس داخل السجون، مشيرة إلى أن سلطة السجون "تمانع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة"، ما رأت فيه الصحيفة "انتقاما منهم".

وذكرت في تقرير آخر، "تعليمات" للحرس الثوري، لأجل الإبقاء على سرية أرقام المصابين بفيروس كورونا في مجمل المدن الإيرانية.

وفي جانب آخر، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، اتخاذ إجراءات لمواجهة فيروس كورونا، في السجون، من بينها منح إجازات لسجناء الرأي السياسي.

ونقلت وكالة أنباء البلاد (إرنا) الأربعاء، عن المتحدث غلام حسين اسماعيلي، القول إن رئيس السلطة القضائية "أمر بمتابعة خاصة لأوضاع السجناء من أجل الوقاية من فيروس كورونا ومواجهته".

لاعبون وموسيقيون

وفي السياق، أفادت وسائل إعلام الخميس بوفاة لاعبة كرة قدم شهيرة وموسيقيين شهيرين بكورونا.

وذكرت أنباء "ركنا" الإيرانية أن لاعبة كرة القدم في الصالات والعضو السابق في المنتخب النسوي لكرة القدم الإيرانية، إلهام شيخي، توفيت في قم بسبب إصابتها بكورونا.

من جهته، أعلن الشاعر شمس لنكرودي، عبر صفحته على إنستغرام، عن وفاة الموسيقيين الشقيقين محمد ومجيد جمشيدي بالفيروس.

وبينما لم تنشر السلطات أخبار هذه الوفيات رسميا، يتهم ناشطون ومواطنون الحكومة الإيرانية بالاستمرار في التكتم على حقيقة أعداد الوفيات والمصابين، كما تحاول عمداً التقليل من شدة انتشار الفيروس في البلاد للتغطية على سوء إدارة الأزمة.

إصابة مسؤولين

وارتفع عدد المسؤولين الإيرانيين المصابين بفيروس كورونا إلى خمسة، فيما أعلنت وسائل إعلام عن وفاة سفير إيراني سابق بعد إصابته بالفيروس.

وقال مصادر إن المصابين هم "نائبة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار، والنائب الإصلاحي عن مدينة طهران محمود صادقي، ونائب وزير الصحة إيراج حريرجي، ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، مجتبى ذو النور".

وفي السياق، توفي الرئيس السابق لمكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، هادي خسرو شاهي، الخميس، إثر إصابته بكورونا في مدينة قم وخضوعه للعلاج منذ أيام في مستشفى مسيح دانشفاري بالعاصمة طهران، وفق وكالة "إرنا".

وكانت وزارة الصحة الإيرانية أعلنت في وقت سابق من يوم الخميس، عن ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى 26 والإصابات إلى 245.

اعتقالات وكم أفواه

وكان اعتقل الأمن الإيراني 24 ناشطا على الانترنت، يوم الأربعاء، بذريعة نشر "شائعات مثيرة للقلق" حول تفشي فيروس كورونا في إيران.

وقال رئيس وحدة ما يعرف بـ"وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الشرطة الإيرانية" فاهيد مجيد، إنهم اعتقلوا 24 شخصا وأحالوهم للمحاكمة، واعترف باعتقال 118 ناشطا على الشبكة العنكبوتية وأطلق سراحهم لاحقا.

وقال المسؤول الإيراني إن هذه الوحدة تتخذ إجراءات ضد المعلومات والصور ومقاطع الفيديو "التي تحتوي على شائعات أو معلومات خاطئة تهدف إلى إثارة اضطراب الرأي العام، وتصعيد القلق في المجتمع"، حسب تعبيره.

ووفي الوقت الذي تقول فيه السلطات الإيرانية أن الفيروس أودى بحياة 19 شخصا حتى اليوم، إلا أن النائب الإيراني عن مدينة قم أحمد أمير آبادي، فجّر مفاجأة مدوية، إثر كشفه عن الرقم الحقيقي لعدد الوفيات في المدينة بفيروس كورونا.

وقال أمير آبادي، إن عدد الوفيات في مدينة قم وحدها بلغ 50 شخصا حتى ليلة يوم الاثنين الماضي، مؤكدا أن عدد المصابين أكثر مما تعلنه السلطات.

وحمّل أمير آبادي وزير الصحة الإيراني مسؤولية تدهور الوضع وارتفاع الإصابات والوفيات بسبب عدم الحجر الصحي لمدينة قم بأكملها.

وقال النائب الإيراني، إن كورونا تفشى في قم منذ ثلاثة أسابيع، لكن السلطات تكتمت على الأمر وتأخرت في إعلان العدد الحقيقي للمصابين والوفيات.

وطالب النائب الإيراني بإغلاق المدينة بأكملها، نظرا لتفاقم الوضع، مؤكداً أنه يموت في قم 10 مصابين بكورونا يوميا.

طاهرة الحسيني  - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 28 فبراير - 2020