تُثار علامات استفهام حول عدم تعليق نظام الأسد رحلاته الجوية والبرية من وإلى إيران حتى الساعة، رغم الإعلان الرسمي الإيراني بانتشار فايروس كورونا الجديد في مدن ايرانية عدة، وتسببه بوفاة 8 أشخاص وفق اعترافات رسمية و١٥ حالة وفق تسريبات نشرتها وسائل إعلام مهتمة بالشأن الإيراني.
ورغم تأكيدات غير رسمية بوفاة طفل في مشفى المجتهد بدمشق وإصابة خالته بالفايروس الجديد، إلا أن وزارة الصحة السورية تصرُّ على عدم تسجيل أي حالة إصابة بمرض فايروس كورونا في سوريا.
وزعم المكتب الإعلامي في الوزارة في بيان ردا على ما تتداوله بعض منصات التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر عن انتشار فايروس كورونا المستجد، أن وزارة الصحة تؤكد بأن الأخبار بخصوص مستجدات هذا المرض في سوريا ستنشرها الوزارة عبر الوكالة العربية السورية للأنباء سانا، منوهة أنه لم تسجل أي إصابة بالفايروس في سوريا حتى تاريخه.
وكان كشف الكاتب السياسي السوري "وائل الخالدي" في منشور له عبر صفحته بموقع فيسبوك، يوم الجمعة، عن وقوع أول حالة وفاة طفل في مدينة دمشق بفايروس "كورونا"، وسط تكتم كبير من النظام.
وقال الكاتب المعارض في منشوره بفيسبوك، "هام وخطير: أنباء عن وفاة طفل بفايروس (كورونا) في مشفى المجتهد في دمشق، وإصابة خالة الطفل التي كانت برفقته.
وأشار إلى أنه "تم عزل القسم التي توجد فيه الحالة، كما شوهد الطبيب المعالج يبكي خوفًا من العدوى بسبب سعال الطفل بوجهه، قبل أن يتم تشخيص المرض.
وأكد الصحفي المعارض، أن الأمن بالمشفى والأطباء يحاولون إخفاء الحادثة ويقومون بالتكتم عليها بشكل كبير.
ويتساءل ناشطون سوريون عن سبب تعنت نظام الأسد وتجاهله للإجراءات الوقائية التي اتخذتها دول عربية عدة بخصوص تعليق السفر والرحلات الجوية والبرية من وإلى إيران.
ويرى ناشطون أن الأسد غير آبه بمصير السوريين كونه شرد أكثر من ١٤ مليون سوري وقتل مليون شخص، وليس لديه أي مشكلة بقتل المزيد ما دامت إيران تمده بالسلاح والمال لقتل الشعب السوري.
إغلاق الحدود وتعليق السفر
وقررت باكستان وتركيا، يوم الأحد، إغلاق حدودهما مع إيران خوفا من انتشار فيروس كورونا.
وأوضح وزير الداخلية في حكومة إقليم بلوشستان الباكستاني المحاذي لإيران ضياء الله لانغو، أن بلاده أغلقت الحدود مع إيران بشكل مؤقت للحد من انتشار فيروس كورونا، مضيفا أن حكومة إقليم بلوشستان فرضت الحظر على حركة النقل عبر المعابر الحدودية مع إيران، وتم إبلاغ حكومات باقي الأقاليم الباكستانية للتنسيق في هذا الشأن.
وأمر رئيس وزراء حكومة إقليم بلوشستان جام كمال بإقامة مستشفى ميداني عند معبر "تفتان" الحدودي بين باكستان وإيران لاستقبال الباكستانيين العائدين من إيران وإخضاعهم للإجراءات الطبية اللازمة، والتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.
وجاء هذا التطور بعد ساعات من إعلان باكستان عن رفع حالة الطوارئ في المناطق القريبة من الحدود مع إيران، للحد من انتقال فيروس كورونا المنتشر في إيران.
قرار تركي
بدورها، قررت السلطات التركية، إغلاق المعابر الحدودية مع إيران مؤقتًا، خشية انتقال الفيروس، بحسب ما أعلنه وزير وزير الصحة التركي.
وأعلن الوزير، فخر الدين قوجة، في تصريحات صحفية عن توقيف مؤقت من جانب واحد لجميع الرحلات الجوية القادمة من إيران اعتبارا من مساء اليوم، مشيرا إلى منع دخول 8 إيرانيين إلى البلاد يومي الجمعة والسبت لظهور أعراض كورونا عليهم.
وفي بغداد، قالت وزارة الصحة العراقية في تعميم إنّه تقرّر "منع كافة الوافدين من الجمهورية الاسلامية في إيران من دخول الأراضي العراقية من كافة المنافذ وإلى إشعار آخر، عدا الوفود الدبلوماسية حيث يخضعون للفحص الطبي".
واستثني من القرار العراقيون المتواجدون في إيران على أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما.
بدورها، اتّخذت الكويت إجراءات مماثلة، إذ علّقت الخطوط الجوية الكويتية حتى إشعار آخر تشغيل جميع رحلاتها إلى إيران اعتبارا من الخميس، كما أوقفت الموانئ الكويتية نقل الأفراد من وإلى إيران بحرا، في إجراءين قالت وكالة الأنباء الرسمية إنّهما سيستمران "حتى إشعار آخر"، بينما نصحت وزارة الصحة الكويتية المواطنين بـ"عدم السفر إلى مدينة قم الإيرانية"، مشيرة إلى أنّ العائدين من هذه المدينة سيفرض عليهم حجر صحّي "حتى يتم التأكد من عدم حملهم الفيروس".
وأعلنت الأردن والسعودية ولبنان، تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى إيران خشية انتقال الفيروس.
وفيات جديدة
من جانبها، أغلقت إيران الجامعات في طهران وعدد من محافظات البلاد للوقاية من التفشي المحتمل لفيروس كورونا، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، نقلا عن مستشار وزارة الصحة الإيرانية علي رضا وهاب زادة في تصريح مساء السبت، وسط أنباء غير رسمية عن ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا إلى أكثر من 18 وفاة.
وقال وهاب زادة إن جميع الجامعات في محافظات طهران والبرز وقزوين والمركزية وقم وهمدان وأصفهان وجيلان ومازندران ستغلق حتى نهاية الأسبوع.
في الوقت الذي قالت مصادر لمراسل إيران إنسايدر، المتخصص بالشأن الإيراني إن عدد الوفيات تجاوز الـ15 حالة، وسط تكتم من قبل المسؤولين ووزارة الصحة الإيرانية.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر + بلدي نيوز