رغم مقاطعة الشعب.. انتخابات إيران غدا

انتهت يوم الخميس حملات الانتخابات البرلمانية الإيرانية قبل يوم من التصويت، وسط دعوات شعبية لمقاطعتها.  

وخرج عمّال في الصباح الباكر لتنظيف الشوارع من الملصقات واللافتات، تمهيدا لأول انتخابات إيرانية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران.

وقال محللون إن نسبة الإقبال على الانتخابات سيؤثر على مدى رضا الناخبين عن تعامل قادة إيران مع الأزمات السياسية والاقتصادية، في حين تواجه إيران عزلة متزايدة على الساحة الدولية واستياء في الداخل من الصعوبات الاقتصادية.

الانتخابات جهاد!

وكان دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، يوم الثلاثاء، الناخبين في بلاده للإقبال بكثافة للتصويت بالانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 21 شباط/فبراير الجاري.

وقال في كلمة ألقاها في طهران بحضور عدد من أهالي مدينة تبريز بمناسبة دور هذه المدينة في ثورة 1979، "أقول لكم إن الانتخابات جهاد عام، ودعم للبلاد وتحافظ على سمعته".

وفي جانب آخر من كلمته، لجأ خامنئي إلى الإفتاء الديني، قائلا "باعتقادي أن المشاركة في الانتخابات حكم وواجب شرعيان، بالإضافة إلى أنها واجب وطني وثوري وحق مدني"، على حد تعبيره.

ولم ينس المرشد كعادته الولايات المتحدة في خضم الحديث عن الانتخابات ودعوات المقاطعة فقال مخاطبا الحضور: "هل ترون الدعاية الأميركية وكيف تحاول الفصل بين النظام الإسلامي والجماهير، هم يعملون دائما ويشكلون مراكز تفكير ويخططون لإبعاد الشباب بغية سلخهم عن النظام؟"،بحسب تعبيره.

كما حث خامنئي الناخبين في البلاد على الإقبال بكثافة على التصويت "درءا للأعداء"، بحسب تعبيره.

ودعا خامنئي على تويتر، إلى الإقبال بكثافة على الانتخابات البرلمانية لإظهار الوحدة في مواجهة "الأعداء" قبل أيام من التصويت الذي يعتبره المرشد الإيراني استفتاء على شعبيته.

مقاطعة

وأظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى الجامعات الإيرانية أن 75% من سكان العاصمة لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها.

وذكر رئيس منظمة الدراسات الاجتماعية في جامعة طهران، أحمد نادري، أنه "وفق الاستطلاع الذي قمنا به بداية نوفمبر، سيشارك 24.2% فقط من الإيرانيين في طهران بالانتخابات البرلمانية القادمة".

إلى ذلك، نقلت وكالة "فارس" عن نادري قوله إن "93% من الإيرانيين أعلنوا أنهم غير راضين عن أداء الحكومة الإيرانية والوضع السائد في البلاد".

تأتي هذه الإحصائيات في ظل تصاعد دعوات مقاطعة الانتخابات عقب احتجاجات نوفمبر التي عمت أغلب المدن والمحافظات وراح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل، وفق المنظمات الحقوقية.

مسرحية

وأعلن عدد من الشخصيات والأحزاب المعارضة، داخل وخارج إيران، عن رفضها ومقاطعتها للانتخابات البرلمانية التي يصفونها بـ"المسرحية".

كما أصدر 164 ناشطا سياسيا ومدنيا إيرانيا بيانا تحت عنوان "لا للتصويت"، طالبوا فيه المواطنين الإيرانيين بمقاطعة الانتخابات، والقيام بعصيان مدني للدفاع عن حقوقهم.

من جهة أخرى، قال محمد رضا باهنر، وهو من أبرز الشخصيات المتشددة المقربة من المرشد، علي خامنئي، إنه ليس هناك منافس حقيقي لهم في البرلمان القادم.

طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 20 فبراير - 2020