لبنان.. وقفات احتجاجية وإضاءة شموع لروح الناشط توفيق وتنديد بالوضع الاقتصادي

نفذ محتجون في مدن لبنانية عدة، وقفات رمزية تحية لروح الناشط أحمد توفيق الذي قضى متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل ثلاثة أشهر في أحداث الجميزات طرابلس.  

وأشعل بعض الناشطين الشموع عن روح الرائد جلال شريف وأحمد توفيق في ساحة الشهداء في بيروت.

وفي  بلدة حاصبيا – محلة سوق الخان نفذ ناشطون وقفة رمزية، رفعوا فيها الأعلام اللبنانية تحية لروح الناشط، وتخللتها إضاءة شموع.

وأكد المحتجون "استمرارهم في الحراك الشعبي"، منددين بـ"الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي وصلت إليها البلاد".

وانطلقت مجموعة من شبان حراك بعلبك بمسيرة من ساحة الشاعر خليل مطران باتجاه السوق التجاري، حاملين الشموع ورافعين الاعلام اللبنانية، تحية لروح توفيق.

وكان قطع المتظاهرون طرقا في بيروت وطرابلس، فجر يوم الثلاثاء، احتجاجا على وفاة توفيق.

وقطع المتظاهرون جسر الرينغ في بيروت بالاتجاهين تضامنا مع محتجين في طرابلس، فيما قطع متظاهرو طرابلس طريق البحصاص، ورفعوا صورة الشاب أحمد محمد توفيق في ساحة النور.

وكان الشاب توفيق، وهو أحد الناشطين المشاركين في الحراك في لبنان، توفي إثر إصابته في تظاهرات في منطقة الجميزات في طرابلس، بعد عشرة أيام على اندلاع حراك 17 تشرين الأول/أكتوبر ضد السلطة السياسية الحاكمة، وقالت مصادر إعلامية أنه "وبعد معاناة استمرت ما يقارب ثلاثة أشهر، لم يستطع الشاب توفيق الصمود أمام إصابته رغم خضوعه لعدد من العمليات الجراحية".

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات ليوم حداد الثلاثاء في طرابلس، فيما نفذ الجيش انتشارا في محيط مكتب "التيار الوطني الحر" في الجميزات.

مطالب الثورة

ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات الذي انطلق في 17 تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ويعاني اللبنانيون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وانهيار في سعر صرف الليرة، نتيجة الفساد المستشري والنظام السياسي القائم على المحاصصة.

ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".

ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع

وعادت المظاهرات الحاشدة إلى الشارع اللبناني بعد الإعلان عن تشكيلة الحكومة برئاسة حسان دياب المقرب من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر.

ويعتبر المتظاهرون أن هذه الحكومة "فاشلة"، وأن آلية اختيار الوزراء خضعت لتدخلات ومحاصصة على ذات منوال الحكومات السابقة التي يرفضها الشارع اللبناني المنتفض في وجه الفاسدين

ويرون أنها حكومة "إعادة تدوير شخصيات" تنتمي لذات الطبقة السياسية التي ينادي الشارع بعزلها، مشيرين إلى أنهم طالبوا بحكومة "تكنوقراط" وليس "تكنو محاصصة".

وانتقد ناشطون لبنانيون السيرة المهنية والسياسية لكثير من وزراء الحكومة الجديدة، وقالو إنهم "موالون لحزب الله ونظام الأسد في سوريا، وطائفيون، ومن دون أية مؤهلات"، وغيره من الأوصاف التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي بعد لحظات من إعلام مرسوم رئاسي صدر عن الرئيس ميشال عون الثلاثاء بتشكيل الحكومة الجديدة.

ريتا مارالله - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 18 فبراير - 2020