هكذا تتمدد إيران شرق سوريا

قالت مصادر محلية أن مسؤولين إيرانيين افتتحوا برفقة قادة ميليشيات تابعة للحرس الثوري، حسينية، في مدينة ديرالزور شرقي سوريا، لما توليه إيران من أهمية للمنطقة الاستراتيجية التي تصل سوريا بالعراق. 

وأضافت المصادر أن الحسينية افتتحت في حي هرابش الواقع في الجهة الشرقية من المدينة، والقريب من مطار ديرالزور العسكري. 

والبناء الذي اتخذته إيران كحسينية، هو عبارة عن منزل كبير في الحي، صادرته قبل فترة، كون أن صاحبه مطلوب لقوات النظام السوري، ورفعت الرايات التي تمثل الميليشيات التابعة لإيران على سطح المنزل.

ونشرت الميليشيات بشكل فوري نقاط حراسة، ودشما، في محيط الحسينية، في الوقت الذي أوكلت فيه إدارة الحسينية إلى أحد الأشخاص التابعين لإيران من قرية الجفرة يدعى "أبو فاطمة"، وكان يشغل منصب قائد عسكري في "حزب الله" السوري.

وتنتشر ميليشيات تابعة بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني في مدينة دير الزور ومدن الضفة الجنوبية من نهر الفرات المعروفة بـ"الشامية"، وتحاول إيران بشتى الطرق السيطرة على المنطقة عن طريق استمالة السكان بالدين والمساعدات، بهدف جعلها ممرا أمنا لقواتها من العراق إلى دمشق وبيروت.

وتسعى إيران جاهدة إلى تعزيز تواجدها في الشرق السوري من خلال تكثيف نشاطها الهادف إلى زيادة التوسع والتمدد الذي وصل خلال الأشهر القليلة الماضية إلى حد بناء حسينيات جديدة في مدينة ديرالزور وريفها، بغية ضمان استمرار سيطرتها على الحدود مع العراق، وبالتالي تأمين الخط الواصل بين طهران ودمشق وبغداد، مستعينة بقادة محليين لميليشياتها ممن تضمن ولاءهم.

وتنشر إيران التشيع في دير الزور وخاصة في مناطق الريف (الغربي والشرقي) مستغلة الفقر المنتشر فيها، والتهميش الكبير الذي تعانيه، خاصة المناطق التي سيطر عليها النظام السوري مؤخرا.

المساعدات "الإنسانية"

وبعد أن تمكنت قوات النظام السوري والقوات الأجنبية المساندة لها من فك الحصار عن أحياء مدينة دير الزور في شهر أيلول من العام الفائت، وصلت إلى المدينة قافلة من 16 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية قدمتها مؤسسة "جهاد البناء" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وبعد أيام قليلة من توزيع الأغذية والأغطية والملابس، التي حملتها القافلة، افتتحت "جهاد البناء" مشفى ميدانياً خيريا في حي القصور في مدينة دير الزور، يصف السكان خدمات هذه المشفى بـ"الممتازة" مقارنة بما تقدمه المؤسسات الصحية المتهالكة التابعة للنظام السوري بداخل الأحياء نفسها.

ولم تتوقف قوافل المساعدات الإيرانية عند أحياء مدينة دير الزور فحسب، بل وصلت إلى مدينة البو كمال الحدودية مع العراق، والتي أصبحت قوات الحشد الشعبي العراقي هي القوى الكبرى المسيطرة عليها، والذي عمل على كسب تأييد وولاء الأهالي له، بإيواء من نزح من المدينة أو ريفها أثناء المعارك مع تنظيم الدولة قبيل خروجه من المدينة، بمخيمات خاصة.

ويسيطر "لواء الباقر" بقيادة أسعد نواف البشير -الذي قتل منتصف الشهر الجاري بغارات التحالف على رتل لقواته في بلدة الصالحية أثناء محاولتها الوصول لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في الطرف المقابل من النهر(جزيرة)- يسيطر على قريتي مراط ومظلوم، فيما تخضع قريتا حطلة والصالحية لسيطرة "حزب الله" اللبناني ويقودها هناك المدعو طارق الياسين المعيوف، والذي يعتبر والده من ناشري المذهب الشيعي في حطلة منذ عام 2000 وكانت تدعمه طهران في بناء الحوزات ونشر التشيع في هذه المناطق.

الحسينيات تتمدد

بنت "حركة النجباء" العراقية والتابعة بشكل مباشر لإيران، "مزاراً" على نبع ماء عين علي في البادية قرب مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي، ضمن حملة بناء المزارات التي تنفذها هيئات شيعية عراقية بذريعة إعادة بناء ما دمره تنظيم الدولة.

ويقول محللون إن الهدف الرئيسي لإيران من نشر التشيع بدير الزور هو تأسيس قاعدة شعبية فيها، ولضمان وجودها طويلا في منطقة غنية بثرواتها الباطنية والزراعية.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 5 يوليو - 2019