إيـران تعرض مساعدة على حكومة لبنان

أبدى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، يوم الاثنين، استعداد بلاده لتقديم المساعدة للحكومة اللبنانية التي تواجه رفضا شعبيا واتهامات بتبعيتها لميليشيا حزب الله وحلفائه في لبنان.  

ونقل مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون عن لاريجاني، قوله "نتمنى للحكومة الجديدة النجاح ونحن مستعدون للمساعدة في تحسين الوضع الاقتصادي".

وجاء ذلك خلال لقاء جمع الجانبين، اليوم الاثنين، في إطار زيارة يقوم بها رئيس البرلمان الإيراني إلى بيروت، ويأتي في وقت تواجه فيه الحكومة اللبنانية أزمة اقتصادية ومالية شديدة، تسببت بمظاهرات واحتجاجات.

مطالب الثورة

ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات الذي انطلق في 17 تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ويعاني اللبنانيون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وانهيار في سعر صرف الليرة، نتيجة الفساد المستشري والنظام السياسي القائم على المحاصصة.

ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".

ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع

وعادت المظاهرات الحاشدة إلى الشارع اللبناني بعد الإعلان عن تشكيلة الحكومة برئاسة حسان دياب المقرب من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر.

ويعتبر المتظاهرون أن هذه الحكومة "فاشلة"، وأن آلية اختيار الوزراء خضعت لتدخلات ومحاصصة على ذات منوال الحكومات السابقة التي يرفضها الشارع اللبناني المنتفض في وجه الفاسدين

ويرون أنها حكومة "إعادة تدوير شخصيات" تنتمي لذات الطبقة السياسية التي ينادي الشارع بعزلها، مشيرين إلى أنهم طالبوا بحكومة "تكنوقراط" وليس "تكنو محاصصة".

وانتقد ناشطون لبنانيون السيرة المهنية والسياسية لكثير من وزراء الحكومة الجديدة، وقالو إنهم "موالون لحزب الله ونظام الأسد في سوريا، وطائفيون، ومن دون أية مؤهلات"، وغيره من الأوصاف التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي بعد لحظات من إعلام مرسوم رئاسي صدر عن الرئيس ميشال عون الثلاثاء بتشكيل الحكومة الجديدة.

لاريجاني يلتقي الأسد

والتقى لاريجاني أمس الأحد، رئيس النظام السوري بشار الأسد، في دمشق.

وزعم لاريجاني في تصريح لوكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء أنه: "كانت هناك دعوة للسفر إلى سوريا لفترة من الوقت، ولكن بسبب كثرة الأعمال والأحداث المختلفة التي واجهناها خلال هذا الوقت فقد تم تأخير الزيارة".

وأضاف لاريجاني في تصريح للصحفيين من مطار مهراباد بطهران: "سوريا دولة صديقة ومن محور المقاومة، التطورات في سوريا وعموم المنطقة تتطلب مشاورات وثيقة بين الدول التي تعمل معا، التطورات في المنطقة مهمة ومن ناحية أخرى فإن سوريا أظهرت خلال هذا الوقت أنها تسعى لتحقيق أهداف طيبة بمركزية المقاومة".

ويتلقى نظام الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، دعما ماليا وعسكريا من النظام الإيراني طيلة السنوات الماضية، حتى باتت طهران المتحكم الرئيسي بمفاصل قرارات البلدين.

عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الاثنين, 17 فبراير - 2020