أبدت إيران، يوم السبت، استعدادها للتوسط بين تركيا والنظام السوري، بعد التوتر العسكري المتصاعد في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وقال كبير مساعدي وزير الخارجية وممثل إيران في مفاوضات أستانا حول التسوية السورية، إن بلاده على "استعداد للتوسط بين تركيا وسوريا من أجل حل الخلافات القائمة بينهما".
وأعلنت تركيا، يوم الاثنين 3 شباط/فبراير، عن مقتل 7 من عسكرييها جراء قصف من قبل قوات النظام السوري استهدف إحدى نقاط المراقبة التركية الـ12 في منطقة إدلب لخفض التصعيد، قائلة إنها شنت هجوما جوابيا تم نتيجته تحييد من 30 إلى 35 عسكريا من قوات النظام.
والأربعاء الماضي أمهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قوات النظام حتى نهاية شباط/فبراير، للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية في إدلب بمسافة يحددها اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو، مهددا بشن عملية عسكرية هناك.
وفي الوقت الذي تدعم فيه إيران عمليات النظام السوري العسكرية في محافظتي حلب وإدلب ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة، تأتي دعوتها للتوسط بين تركيا ونظام الأسد.
وكشفت مصادر عن تكبد ميليشيات إيـران و"حـزب-الله" اللبناني خسائر فادحة، جراء المواجهات المسلحة مع فصائل المعارضة السورية خلال الأسابيع الماضية.
وتكبد "حـزب الله" والميليشيات المدعومة من إيران التي تقاتل نيابة عن حكومة بشار الأسد خسائر فادحة، منذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير في قتالها المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الواقع شمال غربي سوريا.
وكان قتل قيادي في ميليشيا "حـزب-الله"، جراء المعارك الدائرة مع فصائل المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي (شمال سوريا).
وقالت وسائل إعلام موالية للحزب، إن القيادي "مهيب النمر أبو الهادي"، قتل بمعارك داخل بلدة زيتان بريف حلب يوم الأحد الماضي، بالإضافة لقيادي بالميليشيات الإيرانية لم تُعرف هويته.
بالمقابل، قالت وسائل إعلام سورية معارضة، إن حصيلة قتلى ميليشيا حزب الله ارتفعت إلى ستة خلال الأسبوع الماضي، بينهم ثلاثة قادة.
مصرع مساعد سليماني
وقتل قيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، جراء المعارك بين قوات النظام وميليشيات إيران من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة ثانية، قرب حلب.
وقالت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري إن القيادي أصغر باشابور، الذي كان أهم مساعد ومقرب من قائد فيلق القدس قاسم سليماني في سوريا. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن باشابور كان أول من رافق سليماني إلى سوريا حين استعان نظام الأسد بميليشيات إيرانية لمواجهة المعارضة السورية التي ثارت في وجه النظام السوري.
ويأتي ذلك بالتزامن مع قصف جوي مكثف وعنيف تنفذه طائرات النظام والروس بالإضافة للقصف البري المتبادل.
وكان قتل في وقت سابق "جمعة الباكر" مسؤول الإعلام الحربي لميليشيا "لواء الباقر" خلال المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي.
وتشارك الميليشيات الإيرانية مع قوات النظام في حربها ضد فصائل المعارضة، كما تزج بقواتها في المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي والتي تدور منذ ما يقارب 30 يوما.
وتنشر إيران قواتها وميليشياتها من العراق ولبنان وأفغانستان على شكل قوس يمتد من ريف حماة الشمالي مرورا بريف حلب الجنوبي والغربي وصولا إلى ريف حلب الشمالي في بلدتي نبل والزهراء.
وتشارك ميليشيات إيران بالمعارك المندلعة حاليا والتي تهدف للسيطرة على مناطق سيطرة المعارضة في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الجنوبي في كل من العيس ومحاذاة خان طومان وجمعية الزهراء بحلب.
وتتمركز الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب منذ عدة سنوات حتى أنها أنشأت قواعد تعتبر نقطة الانطلاق لأغلب معارك هذه الميليشيات في حلب وادلب والرقة حتى دير الزور، ويعتبر قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" الذي قتلته أمريكا مؤخرا هو مؤسس هذه القواعد والمشرف عليها.
وتعتبر قواعد الميليشيات الايرانية المتواجدة جنوب حلب من أهم وأخطر القواعد في سوريا، حيث يُشرف عليها كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس، وتضم مجموعات من نخب حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وفيلق القدس الايراني، ومجهزة هذه القواعد بأهم الأسلحة وطيران الاستطلاع، وأهم هذه القواعد جبل عزّان الذي انطلقت منه الصواريخ الباليستية التي استهدفت مخيم قاح ومدينة سرمين حيث أودت بحياة العشرات من المدنيين.
ويعتبر "معسكر "خلصة" التابع لميليشيا ايران من أكبر المعسكرات الايرانية جنوب حلب، بالإضافة لمعسكر الأكاديمية العسكرية ومعسكر السفيرة بالقرب من حلب، وكذلك معسكر البراغيثي الذي وصلته التعزيزات الايرانية الأخيرة، كما وصلت لهذه المعسكرات قوات "الغيث" التابعة للفرقة الرابعة للمشاركة بالعمل العسكري وتعزيز المحاور جنوب حلب وشرقي ادلب.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر