العراق ينتفض ضد ميليشيا "الصدر" والمتظاهرون يعتزمون تنظيم انتخابات

خرجت مدن عراقية عدة، يوم الجمعة، بمظاهرات حاشدة رفضا لتكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة المقبلة، وللوقوف إلى جانب المنتفضين بوجه ميليشيا رجل الدين مقتدى الصدر.  

ويواصل أهالي مدينة النجف تشييع قتلاهم برصاص ميليشيا "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر، وشيعوا 25 مدنيا قتلوا برصاص الميليشيا.

وخرج المتظاهرون في مدينة بابل بمظاهرات، لدعم محتجي النجف وكربلاء والتأكيد على الوقوف معهم في مواجهة قمع مليشيات الصدر.

وخرجت مظاهرات حاشدة في البصرة (جنوب العراق)، تندد بما ارتكبته مليشيات الصدر بحق متظاهري النجف وكربلاء، وأغلقوا طريق مستودع الفاو النفطي في المدينة.

وفي بغداد، واصل العراقيون مظاهراتهم في مركز الاحتجاجات بساحة التحرير، لرفض مرشح أحزاب إيران لمنصب رئيس الوزراء.

وتوافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة التحرير، وهتفوا باسم "السيستاني"، بعد الخطبة التي ألقاها المرجع الشيعي الأعلى في العراق، منددا بالعنف الذي طال المحتجين في النجف الأربعاء. كما رفعوا هتافات "محمد علاوي مرفوض".

ونقلت وسائل اعلام محلية عن مصدر أمني قوله، إن الصدامات تجددت بين المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة الوثبة وسط العاصمة.

إلى ذلك، خرج المتظاهرون في كربلاء، بمسيرات حاشدة هاتفين "تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني"، ومنددين بالعنف الذي طال المحتجين خلال اليومين الماضيين على يد أنصار "القبعات الزرقاء" (الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ).

كذلك، هتف المتظاهرون في ساحة الحبوبي ضد أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بعد خطبة السيستاني.

وشهدت محافظة ذي قار (جنوب العراق) مسيرات طلابية رفعت خلالها هتافات ضد إيران وضد تكليف علاوي.

وتعالت أصوات المعتصمين، منددة باختيار علاوي، ملمحين إلى انصياع السياسيين لما تريده "الشقيقة" أو الجارة، في إشارة إلى إيران.

أما في النجف وكربلاء، المدينتين اللتين شهدتا خلال اليومين الماضيين، اشتباكات بين أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وبين المتظاهرين، أدت إلى مقتل 25 محتجا، فقد عاد المتظاهرون مجددا إلى ساحات الاعتصام.

وشهدت مدينة الديوانية (مركز محافظة القادسية) وقفات طلابية في جامعة القادسية، حيث رفع الطلاب شعارات مناصرة للمتظاهرين في العاصمة العراقية والنجف وكربلاء.

إلى ذلك، أعلنت جامعات ميسان (شرق البلاد على الحدود مع إيران) الاتفاق بين تنسيقيات التظاهر على الاستمرار بالاعتصام والتظاهر حتى تحقيق المطالب.

كذلك، شهدت مدينة الرميثة، مركز محافظة المثنى (جنوب العراق) هتافات ضد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وفي السماوة (محافظة المثنى)، هتف المتظاهرون ضد إيران، معتبرين أنها من ضغطت من أجل تكليف محمد علاوي.

انتخابات شعبية

وأصدر المتظاهرون في العراق بيانا للرد على مماطلة السلطة والأحزاب الحاكمة وتماديها في قمع العراقيين.

وأكدوا في بيان لهم من ساحة الحبوبي بالناصرية، بحضور الصيدلاني علاء الركابي -الذي يعتبره المتظاهرون قائدا لهم- أنه بالنظر للمماطلة والتسويف لمطالب الشعب وخاصة ترشيح رئيس وزراء لم يلق قبولا شعبيا، فإنه من المقرر أن يختار العراقيون بأنفسهم المرشح لهذا المنصب.

وهو ما أوضح المتظاهرون أن الاختيار سيتم عبر استفتاء شعبي عام بمراقبة وإشراف ساحات التظاهر والقضاء والمفوضية والأمم المتحدة للتصويت على الشخصيات التي تقدمها ساحات التظاهر لشغل المنصب، على أن يحدد موعد إجراء الاستفتاء خلال أسبوع من اليوم.

ونوه المتظاهرون أن مراكز الاستفتاء ستصبح في مراكز المحافظات ولمدة يومين منعا لتسويفه ولتسهيل إجرائه شاملا جميع المحافظات مع الإقليم، على أن تطرح آلية الاستفتاء بوقت لاحق.

قادة الحراك قالوا إن لم ينظم الاستفتاء، فإن المليونية التي أعلنوا عنها سابقا تصل إلى أعتاب المنطقة الخضراء في بغداد وفاءا  لدماء الشهداء ومنعا للتسويف.

تعذيب ناشط

وكشفت وسائل إعلام محلية الإفراج عن الناشط أحمد تيتو، بعد اختطافه لـ 4 أيام على يد مليشيات الصدر التي أمعنت في إذلاله وتعذيبه وقص شعره، بهدف توجيه رسالة للمتظاهرين بملاقاة ذات المصير إذا ما استمروا في الهتاف ضد الصدر ورجال إيران في العراق.

السيستاني يهاجم الصدر

بدوره، ندد المرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني بأعمال العنف الأخيرة ضد متظاهرين هاجمهم أنصار الصدر، مطالبا قوات الأمن بعدم "التنصل" من واجباتها في حماية المحتجين.

ووصف السيستاني في خطبة صلاة الجمعة التي تلاها ممثله أحمد الصافي في مدينة كربلاء هذه الأحداث بـ"المؤسفة والمؤلمة، حيث سُفكت فيها دماء غالية بغير وجه حق".

وبينما أدان "كل الاعتداءات والتجاوزات التي حصلت من أي جهة كانت"، شدّد على أنه "لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والإخلال بالنظام العام".

الوجه الحقيقي للصدر

ويواصل العراقيون تظاهراتهم الرافضة لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، واتهام الصدر بخيانة المتظاهرين في الساحات وتنفيذ أجندات إيران في العراق.

وبرز هتاف أطلقه المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا عراق، يا مقتدى شيل إيدك هذا الشعب ما يريدك".

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، ورفض تكليف الوزير السابق المتهم بالفساد محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 554 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 7 فبراير - 2020