العراق.. الطلاب ينتصرون للثورة والصدر يسحب أنصاره

انطلقت مظاهرات طلابية في مدن عراقية عدة، يوم الثلاثاء، دعما لثورة العراقيين ضد النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والتبعية لإيران والمطالبة بمحاسبة الفاسدين، ورفضا لمرشح الصدر، محمد توفيق علاوي أو غيره من مرشحي الأحزاب الفاسدة.  

وخرج الطلاب في بغداد بمظاهرة من أمام وزارة التعليم العالي باتجاه ساحة التحرير مركز المظاهرات في العاصمة. وقال اتحاد طلبة بغداد "سنرفع صوت الطلاب في التحرير ليسمع من خاننا أن صوت الثورة باقٍ ولن ينتهي وأن دماء الشهداء الأبرار تسقي الثورة وأنها ثورة أحرار، وفق ما جاء في البيان.

ووثّق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممارسات مليشيا "سرايا السلام" التابعة لمقتدى الصدر على المعتصمين في ساحة التحرير.

إذ أكد أحد المعتصمين تعرضه للاعتداء بوحشية ما جعله ينزف من فمه وأنفه فضلا عن تعرضه للطعن في يده من قبل ميليشيات الصدر التي هاجمت مخيمه في شارع السعدون بالعاصمة بغداد.

استعادة المطعم التركي

واستعاد المتظاهرون السيطرة على المطعم التركي الذي سيطر عليه سابقا أنصا الصدر، بعد صدامات ومواجهات بين الطرفين.

وهتف المحتجون ومعظمهم من طلاب الجامعات "المطعم رجعنا خاوة"، أي استعدنا المطعم بالقوة.

كما صدحت أصواتهم من ساحة التحرير وسط بغداد، قائلة: "والينشد عنكم قولوله، أحرار وما صرنا ذيوله".

وانسحب أتباع الصدر ممن يعرفون بـ "القبعات الزرق" بعد الضغط عليهم من قبل المتظاهرين والأهالي.

وفي مدينة الديوانية (جنوب العراق)، تطور الخلاف الثلاثاء إلى مواجهات بين متظاهرين شباب ومؤيدي الصدر.

وتدخلت قوات الشرطة لفصل الطرفين، لكن المحتجين أطلقوا هتافات مناهضة للصدر والسلطات العراقية وإيران، التي يتهمونها بدعم السلطة وعمليات قمع الاحتجاجات.

أوامر بالانسحاب

وكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تغريدة على حسابه في تويتر وجهها لأنصاره من ميليشيا "سرايا السلام" وأصحاب القبعات الزرقاء، قال فيها "القبعات الزرق واجبها تأمين المدارس والدوائر الخدمية سلميا، وليس من واجبها الدفاع عني وقمع الأصوات التي تهتف ضدي".

وأضاف "أخوتي القبعات الزرق واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن وحماية الثوار وحينئذ ينتهي دوركم" في إشارة إلى ضرورة انسحابهم من ساحة التحرير في بغداد، بعد تكرار الاعتداءات التي التقطتها كاميرات الناشطين.

القبعات الزرقاء

برز دورهم خلال الأيام الماضية، بعدما توافدوا إلى ساحات التظاهر في مدن عدة، بهدف إنهاء الاحتجاجات بالقوة والسيطرة على الساحات من أجل تمرير المرشح المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

ويصف مراقبون أصحاب القبعات الزرقاء بأنهم الحلقة الأخيرة في تطور ميليشيات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والذي عكف على إعادة تلوين وتشكيل ذراعه المسلحة منذ عام 2003.

وكان الهدف المعلن لميليشيا لقبعات الزرقاء هو الفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن منعا للاشتباكات، وذلك في الفترة التي أعلن فيها الصدر تأييده للمتظاهرين قبل أن يسحب تأييده الشهر الماضي، ويشرع في سحب أتباعه من ساحة التحرير وبقية الميادين.

واتهم منسقو مظاهرات العراق في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، الصدر بـ"خيانة الثوار" بعدما قامت القوات الأمنية بفض الاعتصام في مدينة البصرة، بمجرد انسحاب أنصار الصدر منه، مما أثار شكوك الناشطين حول تواطؤ الصدر والرسالة المراد إيصالها.

ويصر العراقيون في ساحات التظاهر على رفض أي مرشح من قبل الأحزاب التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية لإيران.

وتشهد ساحات الاعتصام -وخصوصا ساحة التحرير مركز الاحتجاجات في بغداد- توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين المطالبين بإسقاط محمد توفيق علاوي وتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين من الطبقة السياسية.

وتحدث نشطاء من بغداد عن حيلة لجأ إليها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من أجل القفز على الحراك الشعبي عبر اصطناع موافقة المتظاهرين على تكليف علاوي.

وخلال الأيام القليلة، رصد المتظاهرون تجاوزات عديدة نفذتها ميليشيا أصحاب القبعات الزرقاء بحق المتظاهرين السلميين تلبية لدعوة من الصدر شخصيا.

وفي محافظة النجف، أطلق أتباع الصدر الرصاص الحي على محتجين كانوا يقطعون الطريق احتجاجا على تكليف علاوي برئاسة الوزراء.

الوجه الحقيقي للصدر

ويواصل العراقيون تظاهراتهم الرافضة لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، واتهام الصدر بخيانة المتظاهرين في الساحات وتنفيذ أجندات إيران في العراق.

وخرجت مظاهرات في العاصمة بغداد هتفت "بالروح بالدم نفديك يا عراق، يا مقتدى شيل إيدك هذا الشعب ما يريدك".

واحتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير لإدانة أفعال مقتدى الصدر وميليشياته "سرايا السلام" بعد اعتدائها على المعتصمين في المطعم التركي وطرد المتظاهرين والاستيلاء على منصة الإذاعة لتمرير مرشحه "علاوي" لرئاسة الوزراء، وهتف المتظاهرون "المطعم مطعم أحرار.. مش ذيوله".

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 529 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 4 فبراير - 2020