العراق.. الأمن يهاجم المحتجين في "الوثبة" واستجابات واسعة لدعوات التظاهر

أصيب 26 متظاهرا بجروح، يوم الجمعة، بعد استهدافهم من قبل القوات الأمنية في ساحة الوثبة وسط بغداد، بالتزامن مع توافد عشرات الآلاف إلى ساحات التظاهر في مدن عراقية عدة، يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه المرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني، الإسراع بتشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب.  

وأفاد مراسل إيران إنسايدر في بغداد، أن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين في ساحة الوثبة في بغداد، بالرصاص الحي، ما أدى لجرح 26 متظاهرا بجروح.

وقال إن القوات الأمنية العراقية اقتحمت الوثبة، وسط توتر بالقرب من جسر السنك.

وتوافد آلاف المتظاهرين إلى ساحات الاعتصام في العاصمة بغداد ومدن عراقية عدة، فيما اتخذت إجراءات احترازية في الناصرية بحافظة ذي قار لتأمين المتظاهرين الذين طالبوا بتدخل الأمم المتحدة لتحقيق مطالبهم وحمايتهم.

وفي مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، طالب المحتجون برحيل قائد شرطة المحافظة، وعلّق المحتجون صور القائد وكتبوا عليها عبارة "ارحل يا قاتل".

وأفادت وسائل الإعلام العراقية بأن المتظاهرين في ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، علقوا، ليل الخميس، لافتة بـ6 لغات تطالب بتدخل الأمم المتحدة لتحقيق مطالب المتظاهرين وحمايتهم.

وشدد المتظاهرون على ضرورة تشكيل حكم انتقالي في العراق للعبور من الأزمة الحالية، كما طالبوا بالتخلص من الأحزاب الفاسدة وإنهاء ظاهرة القتل والخطف والتهديد.

دعوات للتظاهر

وأطلق ناشطون دعوات لتظاهرة كبرى في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية بغداد، وساحات الاعتصام في المحافظات الجنوبية، تنديدا بعمليات القتل المستمرة للمتظاهرين السلميين.

وتأتي هذه الدعوات للضغط على الطبقة السياسية من أجل تسمية رئيس للوزراء وتحديد موعد محدد للانتخابات المبكرة والمصادقة على قانون الانتخابات.

وشهدت الدعوات استجابة واسعة من قبل المحتجين، خاصة مع قرب انتهاء مهلة رئيس الجمهورية للكتل السياسية بترشيح رئيس للوزراء خلفا للمستقيل عادل عبدالمهدي.

وكان الرئيس برهم صالح قد أمهل أول أمس الكتل السياسية في البرلمان حتى السبت القادم لتسمية مرشح غير جدلي لرئاسة الوزراء، وإلا سيقوم بـ "ممارسة صلاحياته الدستورية" من خلال تكليف من يراه مناسبا.

من جهته، دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على "تويتر" إلى مظاهرة شعبية حاشدة في العاصمة للضغط على الساسة لتشكيل الحكومة وفق تطلعات المرجعية والشعب، كما دعا لاعتصامات سلمية حاشدة قرب المنطقة الخضراء بالتنسيق مع القوات الأمنية.

وقال الصدر: "لنا خطوات شعبية تصعيدية أخرى".

رفض قاطع

بدوره، عبّر المرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني، عن رفضه "القاطع" لفض الاعتصامات والتجمعات المناهضة للحكومة بالقوة، داعياً إلى الإسراع بتشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب.

وفي بيان تلاه ممثله عبد المهدي الكربلائي -خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء- جدد السيستاني إدانته لاستعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين بما في ذلك عمليات الاغتيال والخطف.

انتخابات نزيهة

وقال السيستاني "لابد من الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، ويتعين أن تكون جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة".

وتابع "الرجوع إلى صناديق الاقتراع لتحديد ما يراه الشعب هو الخيار المناسب في الوضع الحاضر، بالنظر إلى الانقسامات التي تشهدها القوى السياسية من مختلف المكونات".

وأكد المرجع الشيعي أن البرلمان القادم سيكون قادرا على "إصدار القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل البلد ولا سيما فيما يخص المحافظة على سيادته واستقلال قراره السياسي".الأمم المتحدة لتحقيق مطالبهم وحمايتهم.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 524 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 31 يناير - 2020