اعترف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بنقل خبراء أمنيين إيرانيين في آذار/مارس 2011 من أجل ما أسماها "أحداث الشغب في سوريا".
وبحسب تقرير نشرته وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، بعنوان "مقاتلون بلا حدود"، فإن فيلق القدس درّب قوات الأمن السورية على كيفية السيطرة على المتظاهرين من خلال الأساليب المخابراتية والأمنية وزودهم بالأسلحة والمعدات اللازمة.
وكشف التقرير كيفية عمل فيلق القدس في سوريا عامي 2011 و2012 ومساعدة النظام السوري على البقاء بعد ما كانت إيران تدعي أن تدخلها بدأ منذ عام 2013 في إطار الحرب على تنظيم "داعش" المتطرف، في حين أثبتت الحرب السورية أن تدخل إيران كان له دور أساسي في ظهور داعش وسائر التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، بحسب العديد من المراكز البحثية والباحثين والمراقبين.
ووفقا للدائرة السياسية للحرس الثوري، والتي يرأسها ممثل خامنئي في الحرس، كانت قضية إرسال المعدات الخاصة لقمع احتجاجات في سوريا جزءا من أنشطة فيلق القدس.
وقال التقرير، بحسب ما نقل موقع "العربية نت"، إن "عدم وجود معدات لدى الشرطة في سوريا، كانت واحدة من المشاكل التي عرقلت إدارة الأزمة في سوريا في المراحل المبكرة حيث تم تقديم بعض المعدات لهم".
وأضاف أن "التحول السريع للأزمة الى المرحلة المسلحة والحرب لم تترك مجالا كبيرا للاحتواء الأمني، إلا أن هذه المساعدات استمرت بأشكال مختلفة".
واعترف التقرير بإرسال عدد من ضباط الأمن السوريين إلى إيران للتدريب حول إدارة الأزمات وكيفية عمل المخابرات والأمن في حالات الأزمات كان من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها قوة القدس في ذلك الوقت".
ويعترف التقرير بتحويل الاحتجاجات السلمية السورية إلى مواجهات عسكرية من قبل قوات النظام السوري وفيلق القدس الإيراني، وذكر أن "استنتاج الخبراء الإيرانيين كان أن الاشتباكات المبكرة للنظام السوري مع المحتجين كانت تفتقر إلى معلومات استخبارية كافية وتقدير دقيق للأزمة ومعرفة جذورها، فبدلا من استخدام الشرطة، تمت المواجهة بالقوة العسكرية، مما زاد بدوره من تدهور الأوضاع".
وأقر التقرير بشكل لا لبس فيه بسرية هذه الأعمال، وذكر أنه "في البداية لم يكن وجود فيلق القدس في سوريا وتحركه في البلاد يُعلن عبر الإعلام، لكن مع تصاعد الأزمة والحاجة إلى حضور أقوى في سوريا، أصبح مسؤولو الحرس الثوري يكشفون عن ذلك تدريجيا".
وأكد التقرير أن قرار نشر قوة القدس في سوريا لقمع الاحتجاجات في سوريا كان "قرارا من قبل كبار قادة النظام الإيراني" وهدفه "منع سقوط النظام السوري"، و"بقاء بشار الأسد في السلطة".
وذكر التقرير أن قرار إرسال فيلق القدس إلى سوريا اتخذ عندما بدأت الاحتجاجات تضع النظام السوري في "موقف حرج"، وكذلك "بات المحتجون يسيطرون على المشهد ميدانيا ونفسيا".
وأكد أنه في مثل هذه الظروف "قررت إيران الوقوف بجدية مع سوريا ومنع سقوط النظام".
يذكر أن قاسم سليماني قتل بضربة أميركية في العاصمة العراقية بغداد يوم 3 كانون الثاني/يناير الحالي.
وينسب إلى فيلق القدس الدور الأبرز في وضع الاستراتيجية التي ساعدت نظام بشار الأسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسية.
ويحسب لفيلق القدس، وللجنرال حسين همداني "المسؤول عن ملف سوريا بالحرس الثوري الإيراني" والذي قتل في ريف حلب في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٥، ولقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي بدوره اجتمع بهمداني في أول يوم من دخوله سوريا وعملا على تشكيل مجموعات محلية "الدفاع الوطني - الشبيحة" شبيهة بـ"جهاز الباسيج في إيران" لقمع الثورة السورية، وأدارا ٤٢ فرقة و١٢٨ كتيبة بمجموعات يقدر عددها ٧٠ ألف مسلح في نيسان إبريل ٢٠١٤، وتتهم تقارير حقوقية فيلق القدس والأذرع العسكرية التابعة له بارتكاب مجازر طائفية وتهجير عشرات آلاف المدنيين من حمص وريف دمشق وريف حلب وجنوب سوريا في كل من درعا والقنيطرة.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر