أثار تسجيل مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي غضبا عارما في صفوف اللبنانيين.
ويظهر في التسجيل تعرض محتجين موقوفين في ثكنة الحلو بالعاصمة بيروت للضرب بطريقة وحشية على أيدي عناصر الأمن.
وقال ناشطون إن المقطع صوِّر لحظة خروج الموقوفين من عربة تابعة لقوات الأمن في ثكنة الحلو.
بدورها، أصدرت قوى الأمن الداخلي بيانا تعقيبا على المقطع، مشيرة على حسابها الرسمي في "تويتر" أن مديرها العام اللواء عماد عثمان أمر فورا بفتح تحقيق في الحادث، متعهدة بتوقيف أي عنصر اعتدى على المعتقلين.
ضرب المتظاهرين في ثكنة الحلو من قبل قوى الأمن بعد وصولهم في عربة اعتقال أمنية #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/v1CQnac4Vk
— Assaad Thebian (@Beirutiyat) ١٨ يناير ٢٠٢٠
يوم دامٍ
وأصيب حوالي 400 شخص في العاصمة بيروت، في أعنف يوم منذ بدء الحركة الاحتجاجية، وفق حصيلة جديدة.
وأفادت حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، أن 377 شخصا تمت معالجتهم في المكان أو نقلوا إلى المستشفيات في أعقاب صدامات في محيط البرلمان وساحة الشهداء.
واندلعت مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية، مساء يوم السبت، وسط بيروت.
واتهم المتظاهرون قوات الأمن بمهاجمة وإحراق خيام المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين قرب مجلس النواب.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات اندلعت أيضا بين الطرفين، بعد وصول المظاهرات التي انطلقت من عدد من المناطق اللبنانية باتجاه وسط بيروت، وتحولت عند أحد مداخل ساحة النجمة لناحية البلدية إلى مواجهات عنيفة مع قوى مكافحة الشغب.
وأضافت أن وتيرة المواجهات تصاعدت مع إقدام عنصر من حرس المجلس على إحراق خيم المتظاهرين في محيط العزارية وسط بيروت.
وعلى إثر المواجهات التي حصلت في ساحتي النجمة والشهداء بدأ المصابون بالوصول الى بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث قدمت إليهم الإسعافات الأولية قبل أن ينقلهم الصليب الأحمر اللبناني إلى المستشفيات.
واعتبرت وزيرة الداخلية ريا الحسن أن تحول المظاهرات لاعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات "أمر مدان وغير مقبول أبدا".
وكان المتظاهرون ألقوا المفرقعات النارية باتجاه القوى الأمنية في محيط ساحة النجمة، كما رموا الفواصل الحديدية تجاههم محاولين اقتحام السياج الحديدي.
يأتي ذلك فيما قال الأمن الداخلي اللبناني حدث تعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب.
وتوافد آلاف المتظاهرين في العاصمة بيروت إلى محيط مجلس النواب، في "سبت الغضب"، ورددوا شعارات بينها "الشعب يريد إسقاط النظام".
واشتبكت قوات الأمن اللبنانية مع المحتجين بمحيط البرلمان، في الوقت الذي رد المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات النارية، بعد منعهم من اجتياز الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة.
واحتشد المتظاهرون في نقاط التجمع المحددة في الدورة وبرج حمود والبربير وساحة ساسين، قبل أن يتوجهوا لمحيط مجلس النواب.
شمالا، انطلق اكثر من 15 باصا من طرابلس نحو وسط بيروت مع موكب كبير من السيارات من مناطق شمالية للمشاركة في التظاهرة أمام مجلس النواب.
وواكبت قوى الأمن المسيرات المتوجهة نحو وسط بيروت وطلبت التعبير عن الرأي بشكل سلمي ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة.
مطالب الثورة
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات الذي انطلق في 17 تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ويعاني اللبنانيون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وانهيار في سعر صرف الليرة، نتيجة الفساد المستشري والنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية.
ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر