كشفت مصادر دبلوماسية عراقية، بأن الرد الإيرانـي على مقتل قائد فيلـق القـدس قاسـم سليـماني، الذي قتل في غارة أمريكية في مطار بغداد، كان منسقا مع الولايات المتحدة عبر وساطة دولة خليجية، مشيرة إلى أن ترتيبات عسكرية اتخذت من قبل الجانبين خلال اليومين الماضيين لضمان ألا يؤدي هذا الرد إلى سقوط ضحايا أجانب.
وقالت المصادر لموقع "إندبندنت عربية"، إن "الأيام الماضية التي أعقبت تنفيذ الولايات المتحدة هجوماً بالطيران المسير، أسفر عن مقتل قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، شهدت حراكا دبلوماسيا متسارعا في المنطقة، شارك فيه العراق، أسفر عن توافق بين واشنطن وطهران بشأن الرد".
ويتضمن التوافق تنفيذ إيران هجوما صاروخيا محدودا على عدد من المواقع التي تضم قوات أميركية داخل العراق، بما يضمن عدم سقوط قتلى من جيش الولايات المتحدة، وهو ما حدث بالفعل وفقا للمعلومات الأولية.
من جهته، قال أحمد ملا طلال، وهو إعلامي عراقي بارز، "حركة دبلوماسية دولية مكثفة تجري منذ يومين لترتيب رد إيراني متفق عليه ومقبول أميركياً، يعقبه رد أميركي أقل حدة لتهدئة المنطقة"، مؤكدا أن "الطرفين غير مستعدان للتصعيد".
وأضاف طلال تعقيبا على الهجوم الإيراني فجر الأربعاء 8 يناير/ كانون الثاني "ما حدث هو تنفيذ للاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، والدليل عدم وقوع ضحايا أمريكيين".
وفي السياق، كشف مسؤول عسكري أمريكي في تصريحات لـCNN، أن الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على القواعد العسكرية التي تضم قوات أمريكية في العراق.
وقال المصدر "التحذير كان مبكرا بما يكفي لتشغيل صافرات الإنذار وابتعاد العناصر عن طريق الأذى والنزول إلى الغرف المحصنة تحت الأرض".
وفي وقت سابق فجر اليوم، أعلن "الحرس الثوري" الإيراني عن قصف قاعدة "عين الأسد" العسكرية بالعراق التي تستضيف قوات أمريكية بالصواريخ الباليستية، "انتقاما" لمقتل قائد "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران أطلقت دستة صواريخ على قوات أمريكية وقوات التحالف الدولي في قاعدة "عين الأسد" وفي أربيل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد اجتماعا عقب الهجوم مع كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكي، بينهم وزير الدفاع مارك إسبر والخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس، وكان متوقعا أن يوجه ترامب كلمة للأمريكيين بعد الاجتماع لكنه أعلن أنها ستكون صباح الأربعاء بتوقيت واشنطن.
وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على تويتر "كل شيء على ما يرام، أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق"، مضيفا: "يجري تقييم الأضرار والضحايا كل شيء جيد حتى الآن، لدينا الجيش الأقوى والأكثر جهوزية في العالم بفارق شاسع".
وكان قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الضربة الصاروخية التي شنتها بلاده، فجر اليوم الأربعاء، ضد القوات الأميركية في العراق "إجراء انتقامي متكافئ مع اغتيال قاسم سليماني"، لافتاً إلى أن طهران "ستكتفي بهذا الرد ولا تسعى للتصعيد".
إيران إنسايدر – إندبندنت عربية