سوريا.. مقتل سليماني يخلط الأوراق في إدلب ويربك ميليشيات إيران

قالت مصادر إعلامية محلية، إن الميليشيات الإيرانية بدأت بتعزيز تواجدها في عدد من المناطق وتغيير مواقعها في أماكن أخرى، ورفع جاهزية القوة الصاروخية في قواعد عدة على امتداد الجغرافيا السورية. 

وأفادت مصادر خاصة، لموقع "بلدي نيوز" تراقب تحركات الميليشيات الإيرانية في سوريا، بانسحاب الميليشيات في الأكاديمية العسكرية ومدفعية الراموسة داخل مدينة حلب، إلى مناطق في محيط المدينة وقواعدها العسكرية في قاعدة جبل عزان العسكرية والسفيرة ومعامل الدفاع جنوب حلب، ورفعت جاهزية منظوماتها الصاروخية والمدفعية المتواجدة هناك.

وأضافت المصادر أنَّ الميلشيات استقدمت تعزيزات عسكرية من مناطق دير الزور والبوكمال إلى داخل بلدة الحاضر وسد شغيدلة بريف حلب الجنوبي، ومن ثم وزعت قسما آخر من تلك التعزيزات باتجاه مطار أبو ظهور العسكري بريف إدلب الشرقي.

وقالت المصادر، إن الميليشيات الإيرانية استقدمت تعزيزات عسكرية إضافية من العراق باتجاه قاعدة الإمام علي في منطقة القائم وإلى الميادين، ومن ثم سحبت قواتها العسكرية من بادية دير الزور وحمص الشرقية باتجاه القاعدة نفسها أيضا، وذلك في إطار تغيير المواقع تحسبا لهجوم جوي من قبل التحالف الدولي ولتقليل الخسائر البشرية والمادية في حال حصول الهجوم.

وقال النقيب أمين، قائد غرفة عمليات الراشدين سابقا غرب حلب، إن مقتل قاسم سليماني أربك الميليشيات الإيرانية في سوريا، مما أدى إلى تأجيل موعد العمليات العسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية باتجاه مناطق سيطرة فصائل المعارضة غرب مدينة حلب، لشهر شباط/فبراير القادم، وذلك بسبب سيطرة تلك الميليشيات الإيرانية على نقاط التماس مع فصائل المعارضة في محيط المدينة.

وأضاف أمين "في حال قررت قوات النظام والميليشيات الروسية التقدم في محيط مدينة حلب؛ فإنها ستحتاج لوقت إضافي ريثما تثبت مواقعها وتستقدم تعزيزات إضافية من مناطق جنوب إدلب التي تتكبد فيها خسائر بشرية كبيرة هناك جراء المعارك الدائرة مع فصائل المعارضة.

وختم حديثه، بالقول، إن روسيا تحاول جر الميلشيات الإيرانية في محيط مدينة حلب لمعاركها ضد فصائل المعارضة بغية الاستفادة من عناصر تلك الميليشيات الإيرانية المدربة والتي لم تشارك في معارك كبيرة ضد فصائل المعارضة منذ فترة طويلة.

جنوب سوريا مقابل إدلب

وكانت قالت مصادر مطلعة لإيران إنسايدر، إن إيران اشترطت على روسيا التخلي عن درعا والقنيطرة (جنوب سوريا)، ومساعدتها بالكشف عن المواقع التي تريد إسرائيل قصفها ومحاولة عرقلتها مقابل المشاركة في معركة إدلب (شمال غرب سوريا) ضد فصائل المعارضة السورية.

وأضافت المصادر، أن موسكو تريد حسم معركة السيطرة على الطريقين الدولي "M4 وm5"، الواقعين تحت سيطرة المعارضة السورية، وتواجه صعوبات بالتقدم جراء اعتمادها على ميليشيات محلية تعرضت للاستنزاف طيلة الأشهر الماضية وليس لديها القدرة على حسم معركة بحجم معركة إدلب. 

ونوهت المصادر أنه بالفعل بدأت إيران زج بعض الميليشيات التابعة لها في معارك السيطرة على معرة النعمان بريف إدلب، فيما يبدو أنه رضوخ روسي لطهران والسماح لها بتعزيز سيطرتها في كل من درعا والقنيطرة القريبتين من الحدود مع إسرائيل.

وضمنت روسيا اتفاقا للمصالحة بين النظام السوري وفصائل المعارضة في كل من درعا والقنيطرة، وبدأت بتشكيل ميليشيات محلية من فصائل المعارضة سابقا بهدف بسط السيطرة على جنوب سوريا، إلا أن هذه الخطوة أزعجت إيران التي تعمل طيلة السنوات الماضية على التموضع في المنطقة لقربها من الحدود مع إسرائيل، وجعلها قاعدة متقدمة لعملياتها في سوريا.

توجيهات من ترامب

وكان  قال ترامب، يوم الجمعة، إن "الجيش الأمريكي قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بتوجيهات مني".

وأضاف الرئيس الأمريكي، أن سليماني كان يحضّر لهجمات على دبلوماسيين أمريكيين، منوها أن أمريكا تحركت لوقف الحرب ولم تتحرك لبدء حرب.

وقال ترامب، إن قائد فيلق القدس قاد قمع المحتجين في إيران في الآونة الأخيرة.

البنتاغون يتبنى

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، يوم الجمعة، إن الجيش وبناء على تعليمات الرئيس ترامب قتل قاسم سليماني.

وأضافت أن هذه العملية تندرج كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج.

وقال البنتاغون إن سليماني كان يعمل بنشاط على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين في المنطقة.

وتابع البيان "سليماني أقر الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد وقتله يهدف لردع خطط الهجوم الإيراني مستقبلا".

وأردف "سليماني وقوة القدس التابعة له مسؤولون عن مقتل مئات من القوات الأمريكية وقوات التحالف".

عبدالرحمن عمر - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 5 يناير - 2020