العراق.. محتجون يواصلون إغلاق حقل نفطي في ذي قار والاحتجاجات بتصاعد

يواصل مئات العراقيين، يوم الأحد، لليوم الثاني على التوالي محاصرة حقل الناصرية النفطي (جنوب العراق) الذي توقف الإنتاج فيه، بينما مازالت الاحتجاجات تشل العديد من مدن العراق.

وترجح التطورات في العراق في ظل تواصل الأزمة السياسية بعدم الاتفاق على تشكيل حكومة تلبي مطالب الحراك الشعبي، أن ينسج المحتجون في المدن النفطية الكبرى كالبصرة والموصل وكركوك على منوال المتظاهرين في الناصرية بغلق حقول النفط للضغط على الحكومة لتوفير مواطن شغل في بلد يعرف بثرواته النفطية الهائلة.

وأغلق المتظاهرون في محافظة ذي قار للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في العراق، حقل النفط الضخم شمال غربي الناصرية، ما تسبب في إيقاف الإنتاج.

وتوقف الإنتاج في حقل الناصرية النفطي في جنوب العراق بعدما قطع المتظاهرون إمكانية الوصول إليه، وفق مصادر أمنية وأخرى نفطية في المدينة.

وهي أول مرة يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في العراق منذ اندلاع الاحتجاجات.

ويصل إنتاج حقل الناصرية الواقع على مسافة حوالى 300 كلم جنوب بغداد إلى مئة ألف برميل في اليوم عادة.

وتوقف الإنتاج حين قطع متظاهرون الطرق المؤدية إلى الحقل النفطي مطالبين بوظائف، وفق ما أفادت مصادر في الشرطة.

وأكدت مصادر نفطية محلية وقف الإنتاج، فيما رأى خبراء أن ذلك لن يكون له تأثير كبير على الإنتاج والصادرات العراقية إن لم يستمر طويلا.

ولفت المسؤولون إلى أن المباني الإدارية التابعة للشركة الوطنية المشغلة للحقل، مغلقة منذ خمسين يوما في سياق حملة العصيان المدني التي تشل جزئا كبيرا من جنوب العراق.

تصاعد الاحتجاجات

وتزايد أعداد المتظاهرين في ساحات العاصمة العراقية بغداد، مساء السبت، لتجديد مطالبهم والتأكيد على التمسك بتكليف رئيس حكومة بعيد عن الأحزاب السياسية.

وكان أهالي مدينة الحرية بالعاصمة شاركوا في وقت سابق في تشييع جنازة مرتضى جمشير الذي قتل الأربعاء الماضي خلال مشاركاته بالمظاهرات في ساحة الوثبة.

وشهدت ساحات محافظة ذي قار (جنوب العراق)، التي شهدت أواخر الشهر الماضي مجزرة أدت إلى مقتل عشرات المتظاهرين، مسيرات حاشدة رفع خلالها المشاركون هتافات تؤكد عزم رجال المحافظة على الدفاع عنها وعن حقوقها.

490 قتيلا

من جانبها، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية شبه الرسمية، يوم السبت، إن ما لا يقل عن 490 متظاهرا قتلوا في بغداد والمدن الجنوبية خلال قرابة ثلاثة أشهر من المظاهرات.

وقال فيصل عبد الله، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، إن القتلى الـ 490 بينهم 33 ناشطا "اغتيلوا" في عمليات قتل مستهدفة، فيما أصيب أكثر من 22000 شخص.

وقال عبد الله إن 56 متظاهرا ما زالوا مفقودين بعد ورود أنباء عن اختطافهم. وأشار إلى أنه تم الإفراج عن 12 آخرين، نقلا عن البيانات التي سجلتها المفوضية والحكومة العراقية ولجنة تبحث في عمليات الاختطاف المرتبطة بوزارة الداخلية في البلاد.

ولم تحمل المفوضية أي طرف المسؤولية عن أعمال العنف.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 490 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 29 ديسمبر - 2019