العراق.. "صالح" يتعرض لضغوط كبيرة والمتظاهرون يتمسكون بمطالبهم

قال رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، يوم السبت، إن الرئيس العراقي برهم صالح تعرض لضغوط كبيرة في ما يتعلق بتكليف مرشح لرئاسة الوزراء بعد استقالة عادل عبدالمهدي مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري.   

وقال بارزاني "نتابع بقلق بالغ وعن كثب أوضاع وتطورات العراق الذي يعاني أزمة عميقة، فبينما ينذر التهديد بعدم الاستقرار والمزيد من تعقيد الأوضاع، البلدَ بالمضي نحو مستقبل مجهول، فإن الواجب يحتم على الجميع التعامل مع الوضع بالتفاهم وبروح وطنية وبمسؤولية وبعيداً عن الضغوط السياسية لاجتياز المرحلة وفقا للسياقات الدستورية".

ونوه أنه "في موضوع تكليف مرشح لرئاسة الحكومة العراقية القادمة، يبدو أن رئيس الجمهورية يتعرض لضغوط كبيرة بخلاف الآليات والأسس الدستورية".

وشدد بارزاني على التمسك بالدستور، معتبرا أن أي حل يجب أن يكون قائما على أساس الدستور ووفقا للسياقات القانونية.

ودعا إلى "اختيار مرشح وطني وغير جدلي لرئاسة الحكومة يكون مقبولا من القوى المؤثرة"، مشددا على أنه "ينبغي الأخذ في الحسبان المطالب المشروعة للمتظاهرين وأوضاع ومصالح البلد عند اختياره".

يذكر أن الرئيس العراقي كان وجه رسالة الخميس إلى البرلمان العراقي، رافضا ترشيح مرشح تحالف البناء، محافظ البصرة أسعد العيداني، وواضعا احتمال استقالته بين أيدي النواب.

الخزعلي يهاجم صالح

بدوره، هاجم زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الرئيس العراقي برهم صالح، مهددا إياه بالإقالة على خلفية رفض الأخير تكليف مرشح تحالف البناء لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة، إن "الخطوة الأخيرة لرئيس الجمهورية لم تكن مبررة، والحجج التي أعطاها لم تكن منطقية، والدستور يحتم عليه تكليف مرشح الكتلة الأكبر بالبرلمان"، معتبرا ما قام به "مكرا وخداعا".

ورأى أن الاعتراض على مرشح معين ليست وظيفة رئيس الجمهورية بل الكتل المتنافسة، وإذا اعترض على مرشح معين يصبح طرفا سياسيا غير محايد".

وشنت فصائل مسلحة وكتل برلمانية وأحزاب سياسية تابعة لإيران في العراق، هجوما على الرئيس صالح، متهمة إياه بخرق الدستور العراقي. 

ووجهت "كتائب حزب الله العراق"، مساء الخميس سهامها إلى صالح، واصفة خطوة رئيس الجمهورية بالتصرف المريب، ومتهمة إياه بـ "بخرق الدستور بعد رفضه أداء مهمته وواجبه الدستوري بتكليف الشخصيةِ التي ترشحها الكتلة الأكبر لرئاسة الوزراء".

واتهمت رئيس الجمهورية العراقية بالخضوع للإملاءات الأميركية، ولما سمته "ضغوط أطراف مشبوهة تعمل على استغلال التظاهرات لفرض إرادتها الخبيثة".

وكان رئيس الجمهورية، أعلن يوم الخميس، في رسالة مكتوبة استعداده لوضع استقالته أمام أعضاء مجلس النواب، فيما قدم اعتذاره عن تكليف مرشح كتلة البناء (أسعد العيداني) لرئاسة الحكومة المقبلة.

مظاهرات متواصلة

وشهدت العاصمة العراقية بغداد، ليلة الجمعة، توافد آلاف المتظاهرين في مسيرات غاضبة لتجديد مطالبهم والتأكيد على التمسك بها.

وكرر المحتجون المناهضون للحكومة في بغداد مطالبتهم برئيس وزراء مستقل عن الأحزاب السياسية.

وهتفوا في ميدان التحرير بشعارات تندد بالأحزاب السياسية، وتطالب باختيار رئيس وزراء مؤهل من الشعب، بعيدا عن النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ عام 2003.

إلى ذلك، شهدت كربلاء والبصرة (جنوب العراق) تحركات مماثلة وقطع طرقات.

مظاهرات العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية عنيفة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 488 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

 

مقالات متعلقة

السبت, 28 ديسمبر - 2019